متولى عمر يكتب: المسؤل بين العمل المكتبي والعمل الميداني
الواديإن مشهد حوار الرئيس عبد الفتاح السيسي مع بائع الفاكهة واستماعه إلى شكواه والتعليمات الفورية وتنفيذها على أرض الواقع ليست المرة الأولى، التى يقوم بها الرئيس بذلك، فقبلها مواقف مماثلة للرئيس مع مواطنين بسطاء، بدون ترتيب تعكس الحرص على الاستفادة من أى فرصة للاستماع إلى المواطنين.
هذه المشاهد مع ما تسببه من سعادة فى نفوس أبناء الوطن تحمل فى الوقت نفسه رسالة يجب أن ينتبه لها كل مسئول فى نطاق عمله بداية من رئيس الوحدة المحلية فى أى قرية مرورًا برؤساء المراكز والأحياء وانتهاء بالمحافظين والوزراء، رسالة تؤكد أهمية تواصله المباشر والتواجد بين الناس، فرئيس الدولة رغم مشاغله الجمة يتابع تنفيذ المشروعات، ويذهب إلى مناطق ربما لم تطأها قدم محافظ أو وزير من قبل، أعلم أن هناك عددًا من المسئولين يذهب إلى القرى أو الأحياء ويستمع للمواطنين، ولكن إلى حد علمى عدد محدود جدًا للعمل المكتبي، رغم أهميته لا يقارن بأهمية النزول إلى الميدان ورؤية الأمور على أرض الواقع، لأن رؤية المواطن للمسئول، أيًا كان مستواه الإدارى يعطيه شعورًا بأن الدولة تضعه فى بؤرة اهتمامها، وتستهدف العمل على حل ما يواجهه من مشكلات.
ما أتحدث عنه نسمعه فى أحاديث الناس عند مرورهم لمرات عديدة على طريق أصاب التلف بعض أجزائه، أو عند ترددهم لعدة مرات؛ لإنهاء إجراءات أو أوراق فى مصلحة حكومية، دون أن يشاهدوا المسئول الأول عن هذا المكان وهو يتحرك خارج مكتبه، ليتابع سير العمل أو طريقة التعامل مع المترددين على المكان، التواصل المباشر مع المواطنين لن يؤدى إلى حمل مشكلات وهموم فقط، ولكنه قد يحمل معه أيضًا الاستماع إلى فكرة أو مقترح يمكن أن يحل مشكلات تبدو فى ظاهرها مستعصية على الحل، كما أنه يمثل أيضًا نوعًا من أنواع الرقابة على تنفيذ الأعمال، والتأكد من أنها تجرى وفقًا للاشتراطات والضوابط المخططة، وهو كذلك يمثل رادعًا لمن تسول له نفسه مخالفة القوانين.
ما تتحمله الدولة حاليًا كان من الممكن ألا يصل إلى هذه التكاليف الضخمة لو كان المسئولون عنها فى الماضى كلفوا أنفسهم جهدًا ليتابعوا ما يحدث، بدلًا من تراكم المشكلات، وعدم الانتباه إليها لتصل إلى هذه الدرجة، لا أطالب المسئولين بترك مكاتبهم معظم الوقت ولكن مرورهم بالأماكن التى تقع ضمن مسئولياتهم، يجب أن ينال نصيبًا معقولًا من وقتهم فسوف يسمعون ويشاهدون أشياء كثيرة لا تذكرها تقارير المتابعة المكتبية، فالإنجاز ليس وليد المكتب فقط، ولكنه حصاد العمل فى المكتب والميدان.
كتب متولى عمر عضو مجلس إدارة بوابة الدوله الإخباريه ومدير مكتبها