الجمعة 29 مارس 2024 10:35 صـ 19 رمضان 1445هـ
الوادي

رئيس مجلس الإدارة طارق نديم

رئيس التحرير محمود نفادي

  • جريدة الوادي
رأي

احمد الغول يكتب: خربشات قلم القائد رسالة إلى الله

الوادي

إن اللجوء إلى الله، وعرض الحوائج عليه، يحمل سموًّا روحيًا منقطع النظير؛ لأنّ الإنسان يعود بنفسه لبداية نشأته، وقربه من خالقه، إنها تذكير بالنشأة الأولى، وحنين إلى التخاطب الذي كان في زمن مضى، حيث أُخذ الميثاق على الناس في عالم الذرّ.. وهناك طرق عدة يتعرف فيها الإنسان على الله سبحانه وتعالى، وذلك من خلال كل ما يحيط بنا من مخلوقات وكائنات وأشياء وظواهر طبيعية.

أنقل لكم قصة قد تكون رمزية لكنها مؤثرة.. حيث كانت هناك أسرة ضعيفة الحال وقليلة الدخل، تتكون هذه الأسرة من خمسة أفراد.. أب وزوجته وأم الزوجة وطفلين ولد وبنت لم يتجاوزا سن العاشرة.. هذه الأسرة تسكن خارج المحافظة في قرى الريف بمسافة سبعين كيلو متر.

وذات يوم أصيبت الأم بمرض خطير، فأسعفت إلى إحدى المستشفيات وأجري لها الكشف والفحوصات وتبين أنها تعاني من مرض خطير.. قال الطبيب للأب: يجب أن تخضع زوجتك لعملية في أسرع وقت ممكن، رجع رب الأسرة إلى المنزل هو وزوجته، وكان الأب في وضعيه مؤلمه لايملك المال ليجري العملية لزوجته.

ظل خائفاً يترقب على زوجته من الموت كلما تذكر كلام الطبيب، وأخيراً تذكر أن لديه أصدقاء في العاصمة فقرر الذهاب إليهم ليقترض منهم المال ويجري العملية لزوجته.

تجهز للسفر إلى المحافظة وأوصى طفليه على الاعتناء بوالدتهما إلى حين عودته ، وأمرهم أن يقوموا بجمع الحطب وإحضار اللبن إلى والدتهم المريضة.

من شده المرض كانت الأم طريحه الفراش ونساء الجيران يأتين لزيارتها كل يوم، وعند خروجهن كانت كل واحدة منهن تدعو لها بالشفاء العاجل من الله، ويرزقها الصحة والعافية، وكان الطفلان بكل براءة عندما يستمعان اسم الله وفي دعاء النساء لوالدتهما يتساءلان من هو الله؟ واين هو الله؟ واين يكون مكانه؟ وبعد خروج الزائرات لم يتحمل الطفلان إلا أن يسألا جدتهما من هو الله؟ واين يكون موقعه؟ وهل هو يشفي؟ وهل إذا دعيناه يسمعنا؟ الجدة بتعجب من سؤال الطفلان: نعم .. الله يسمع من دعاه، وأكملت قائلةً لِمَ هذا السؤال؟ رد الطفلان: إننا نسمع النساء يدعين لوالدتنا بالشفاء أن الله يشفيها وأن الله يرزقها ويعطيها الصحة العافية؟! وجعل الطفلان حديث الجدة في أذنيهما، فلما تأخر والدهما حتى آخر الليل. كان الطفلين ينظرن إلى القمر، فقال الأخ لأخته: يا ترى أين هو الله؟ هل هو في القمر؟ أم في السماء؟ ظلا يتساءلان فيما بينهما بعد ذلك حتى نام الطفلان، فلما أتى الصباح ذهبا ليشتريا ظرفاً لكي يبعثا برسالة إلى الله.. وعاد الطفلان إلى منزلهما وقاما بالاختباء بحاوية الغنم وبدءوا بكتابة رسالتهما.

"بسم الله الرحمن الرحيم.. تعال يا الله وأسعف والدتنا إنها مريضة ووالدنا قد تأخر ولم يعد بعد من المحافظة والمرض قد اشتد بوالدتنا.. تعال يا الله أسعف والدتنا لقد قالت جدتنا إنك رحيم وإنك رؤوف وإنك تستجيب لمن دعاك يا لله لا تخيب أملنا فيك.. فقد سمعنا أنك تحب الصغار البريئين.. تعال يا لله لكي تسعف والدتنا إذا أسعفتها سنحبك ونشكرك ونكون فرحين لأنك قد ساعدتها.

وإن لم تأتي فإننا سنحزن وسنبكي طول حياتنا منك لأنك لم تسعف والدتنا.. يالله نحن سوف ننتظر السيارة التي ستسعف بها والدتنا في رأس الشارع".. وكتبا في آخر الرسالة هذه رسالة من .. و .. إلى الله ثم وضعوها في الظرف ولم يكتبا خارجها العنوان، وذهب الطفل الصغير ووضع الرسالة في البريد في نهاية الشارع وبعدها غادر الطفل.

أتى ساعي البريد وأخذ الرسائل من صناديق الشوارع إلى مكتب البريد لفرز الرسائل، كل رسالة إلى المنطقة التي كتب عليها وأثناء فرز الرسائل تعجب أحد العاملين من هذه الرسالة التي لم يكن عليها عنوان.. قال أحد العاملين لصديقه: يوجد هنا رسالة بلا عنوان أيضا؟ قال العامل الثاني: يبدو أن أحدا يلعب بنا، افتح وانظر ما بداخلها!!.... فتح الرسالة ووجد فيها قليلاً من الورد مع رسالة مكتوبة.

قرأ الرسالة وفجأه أصبح يبكي بكاءً شديداً، سأله العامل الثاني: ما بك؟ وماذا جرى لك؟ وماذا قرأت؟ فقرأ الثاني الرسالة فاغشورت عيناه قليلاً فلم يتحمل حتى بكى هو الآخر وحصلت ضجة بكاء في المكتب، أتى بقية العاملين ومعهم المدير يسال ما هذا البكاء؟ وما هذه الفوضى؟ ماذا يجري هنا وماذا حصل لكم؟ أخبروني؟.. قالو له اقرأ هذه الرسالة فقرأها وبدأ بالبكاء بعد ذلك قرر المدير أن يقرأها على الجميع.. فلما قرأها عليهم بدأ جميع العاملين بالبكاء وترى أعينهم تسيل من الدموع الغزيرة، وبعد أن انتهى المدير من قراءة الرسالة.. ضل متعجباً من براءة هذين الطفلين وفطرتهما السليمة واستلطافهما وكيف نظرتهما إلى الله وتقربهما إليه .!!

فقال المدير: والله منذ طفولتي لم أشعر بهذا الشعور أبداً، وكان المدير يحكي وعينه تسيل من الدموع بعد ذلك قام المدير بجمع العاملين جميعاً للتبرع بجزء من مرتباتهم لأم الطفلين.. ثم بحثوا عن عنوانهم في الرسالة، وتحرك الإسعاف نحو المنزل التي تسكن فيه تلك الأسرة والطفلان البريئان، وكان الطفلان منتظرين لسيارة الله أن تاتي كما هما فاهمان، وكانا منتظران في راس الشارع حسب الرسالة تحت المطر الغزير.

فلما أتت سيارة الإسعاف شاهدها الطفلان فصاحا بصوتٍ مرتفع.. الله جاء.. الله جاء.. الله جاء.. وهما يركضان نحو السيارة بكل حب.. وكان السائق والراكب يبكون بكاءً شديداً وهم ينظرون إلى الطفلين وهما يسعيان نحوهما مرددين كلمة الله جاء الله جاء شكراً لك يا لله.. ثم توجهت السيارة إلى المنزل وأُخذت الوالدة إلى المشفى وأجريت لها العملية بنجاح.

ترويقة: أسأل الآن، لو أتيح لكل واحد منا أن يكتب رسالة خطية إلى الله، ماذا سيقول فيها، ما الحوائج التي سيطلبها، وما الرغائب التي سيتمناها، وما المصائب التي سيطلب دفعها؟ إن اختباراً بسيطاً مثل هذا سيوضح كيف نفكر، وبماذا نفكر؟ لا شك أن فريقاً منّا سيهتم بالموضوعات الدنيوية المختلفة، من المال والبنين، والعقارات، والسيارات، والرحلات، وغيرها.

لكن هل سنحظى بمن يطلب الأمان للبلاد، والسلامة للعباد، هل سنقرأ طلباً أن يفرّج الله عن الأمة الإسلامية، وعن البشر جم

مواقيت الصلاة

الجمعة 10:35 صـ
19 رمضان 1445 هـ29 مارس 2024 م
مصر
الفجر 04:20
الشروق 05:48
الظهر 11:60
العصر 15:30
المغرب 18:12
العشاء 19:30

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,494 شراء 2,505
عيار 22 بيع 2,286 شراء 2,296
عيار 21 بيع 2,182 شراء 2,192
عيار 18 بيع 1,870 شراء 1,879
الاونصة بيع 77,555 شراء 77,910
الجنيه الذهب بيع 17,456 شراء 17,536
الكيلو بيع 2,493,714 شراء 2,505,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى