وأصبحنا أسرى للموبايل بقلم د/ محمد بغدادي


نعمل وندرس ونصلي ونتكلم ونشاهد وننام ونستيقظ ونسمع وننصت وفي النهاية لا شيئ يجلس معنا ويحتضننا ويبقى معنا للنهاية سوى هذا الرفيق السيئ وهذا الأخ الفاسد وهذا العدو اللدود الذي تغلغل في عقولنا كالسرطان وانتشر وجلس وأخذنا لدنياه التافهة التي لا تغني ولا تسمن جوع.
إن هذا الوغد قد استطاع أن يرقد في كل مكان في البيت في الشارع في العمل في النوم في اليقظان مع الأصدقاء مع الأولاد مع الأطفال مع الكبير والصغير مع الشباب والشيوخ مع الفتيات والستات.
انقض بمخالبه بأشكال شتى وطرق مختلفة وجعلنا نلهث وراؤه ونركض ونركض خلف معلوماته التي لا نعلم مدى جدواها ولا مصداقيتها ولا قوتها ولا ضعفها. وعلى الرغم من قدرة التكنولوجيا من تقليل الوقت والجهد إلا أننا نسيئ استخدامها نظرا لقلة الوعي والفهم والتعلم وأننا نفسد مزاجنا ونهلك أطفالنا بطريقة أو بأخرى لإن اعتمادنا الأقوى على إهدار الوقت وليس الاستفادة بقدر الإمكان مثلما فعل الغرب .
يا ساده لم ندرك بعد مقدار و قوة التكنولوجيا في تغيير حياتنا للأفضل فمحو الورقية والانتقال لسجل مدني إلكتروني يعتبر هذا من فوائد هذا العالم الافتراضي وما المرور الإلكتروني والانتهاء من اجراءات الرخصة إلا استخداما أخر للتكنولوجيا في ثوبها الجديد .
فيجب العمل على إعادة هيكلة استخدام الهاتف بالشكل المفيد لنا ولأولادنا في ظل عالم يموج بالفتن كقطع الليل المظلم.