الجمعة 26 سبتمبر 2025 08:27 صـ 3 ربيع آخر 1447هـ
الوادي

رئيس مجلس الإدارة طارق نديم

رئيس التحرير محمود نفادي

  • جريدة الوادي
أخبار

دكتورة مصرية ترفض دعوة السفير الامريكى بالقاهرة لحضور حفل عيد الاستقلال الامريكى وتوجه رسالة نارية له

الوادي

مترجمة للغات (العربية- الإنجليزية- الصينية)

Translated into the 3 languages (Arabic- English- Chinese)

翻译成 3 种语言(阿拉伯语-英语-汉语)


رسالة موجهة للسفارة الأمريكية بالقاهرة لرفض دعوتى للمشاركة فى حفل الإستقلال الأمريكى (٢٤٧) بمقر السفارة الأمريكية بالقاهرة... مبدية لسيادتكم أسباب الرفض، ومبدية لسيادتكم بعض الإقتراحات لإزالة أسباب الخلاف بينى وبين الجانب الصينى مع الأمريكى

موجهة من خلالها كلمة للشعب الأمريكى والصينى وشعب مصر وشعوب المنطقة، وإقتراحات لإزالة أسباب الخلاف بين الصين وواشنطن ونشر قيم السلام والمحبة والتسامح وقبول الآخر بيننا (إقليم شينجيانغ الصينى نموذجاً)

ومرفقة لسيادتكم - ولأول مرة - صورى مع السفيرين الصينى والأمريكى السابقين بالقاهرة خلال الإحتفال سوياً بالعيد القومى للصين، ومضمون رسالتى للسفير الأمريكى الأسبق بالقاهرة "توماس جولدبيرج" بأن أكون (جسراً يربط بين الشرق والغرب)


A letter addressed to the American Embassy in Cairo to reject my invitation to participate in the American Independence Ceremony (247) at the headquarters of the American Embassy in Cairo... expressing to you the reasons for refusal, and showing to you some suggestions to remove the causes of disagreement between me and the Chinese side with the Americans

In which she addressed a speech to the American and Chinese people, the people of Egypt and the peoples of the region, and suggestions to remove the causes of disagreement between China and Washington and to spread the values of peace, love, tolerance and acceptance of the other between us (Chinese Xinjiang region as a model)

Attached, Your Excellency - for the first time - are my pictures with the former Chinese and American ambassadors in Cairo during the celebration together of China's National Day, and the content of my letter to the former US ambassador to Cairo, Thomas Goldberg, to be a bridge connecting East and West


致美国驻开罗大使馆的一封信,拒绝我参加在美国驻开罗大使馆总部举行的美国独立仪式(247)的邀请...向您表达拒绝的原因,并向您提出一些建议 消除我和中方与美国人之间分歧的根源

她在演讲中向美国和中国人民、埃及人民和该地区人民提出了消除中美分歧根源并传播和平、博爱、宽容和接受的价值观的建议。 我们之间的另一个(以中国新疆地区为典范)

谨附上阁下首次与中美前驻开罗大使共同庆祝国庆的合影,以及我写给美国前驻开罗大使托马斯·戈德堡的信内容。 连接东西方的桥梁

سيادة السفير الأمريكى/ جون ب.ديروشر- القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالقاهرة

Mr.ambassador, John P. Desrocher


تلقيت ببالغ السرور الدكتورة/ نادية حلمى- الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف... دعوتكم لى لحضور حفل الإستقلال الأمريكى (٢٤٧) بمقر السفارة الأمريكية بالقاهرة، ولا تتصور سيادتكم حجم سعادتى بها كأكاديمية وباحثة مصرية معروفة فى الشأن الصينى بالأساس والآسيوى، ولكننى رغم ذلك أحجمت عن قبولها لوجود عدة أسباب موضوعية وأكاديمية وإنسانية تمنعنى من أى تواصل مع الجانب الأمريكى الرسمى فى الوقت الحالى. وحتى لا تفهمون سيادتكم بشكل خاطئ بوجود رفض قاطع من داخلى للأمريكان، فأنا أرفق لسيادتكم وبشكل علنى ولأول مرة صورى المشتركة مع القائم بالأعمال الأمريكى الأسبق بالقاهرة سيادة السفير الأمريكى/ توماس جولدبيرج، ومع السفير الصينى السابق بالقاهرة/ سونغ آيقوه، وذلك خلال دعوتى لحضور حفلة العيد القومى للصين منذ عدة سنوات.

فأتذكر وقتها طلبى إلتقاط صورة مع السفير الأمريكى وقتها/ توماس جولدبيرج فى حفلة العيد القومى للصين، فضلاً عن صورى مع السفير الصينى حينئذ "سونغ آيقوة"، ثم شعرت بسعادة غامرة وأنا أرسل تلك الصور لصديقى السفير الأمريكى "توماس جولدبيرج" على إيميله وقتها ثم لأصدقائى الصينيين معاً، وذكرت وقتها للسفير "جولدبيرج" ولكافة أصدقائى الصينيين حلمى القديم الذى سيطر على منذ سنوات طفولتى الأولى، بأن أكون "جسر بين الشرق والغرب"، لذا أتى تخصصى بالأساس فى الشأن الصينى، رغبةً منى فى تحقيق هذا الحلم العجيب الذى لم أحلم سواه منذ أن كنت طفلة صغيرة تتمتع بحس شعرى وأدبى معروف. فكتبت بعد إرسالى صورتى مع السفير جولدبيرج فى حفلة العيد القومى للصين حلمى القديم له، بأن حلمى الوحيد الذى سيطر سنوات طويلة على خيالى وحياتى وواقعى، بأن أكون "جسر حقيقى يصل بين الشرق والغرب". وشرحت لسيادته طبيعة حلمى بأن حلمى الوحيد الآن وصعب المنال وفق إدراكى له، هو عملى فى (ملف تنسيق العلاقات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط)، لإلمامى التام والكامل بكافة ملامح وأوجه الخلافات بل والتقارب بين واشنطن وبكين، وقدرتى على تقريب وجهات النظر بين الجانبين.

وكم شعرت سيدى السفير/ جون ب.ديروشر بالإحباط من رد صديقى السفير الأمريكى السفير الأسبق/ جولدبيرج، من أنه لا يوجد لدينا منصب بهذا الشكل أو المسمى كمنسقة للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط، كما أخبرنى سيادته بأنه لا يمكن إستحداثه أى إيجاد منصب بهذا النوع على أى نحو. وهو ما أشعرنى بالصدمة الشديدة وقتها، لوجود حلمى القديم منذ أيام الطفولة، بأن أكون (جسر بين الشرق والغرب). ولم يكن أحد وقتها يعى أو يفهم طبيعة أو فحوى هذا الحلم الذى كنت ولازلت أفهمه وحدى وعلى نحو كامل، بعد إقترابى بصدق وواقعية من الرفاق فى الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين ثم من الأمريكان فى وقت لاحق. وفهمى لطبيعة العلاقات بينهما فى كل مكان تقريباً حول العالم وليس فقط فى منطقة الشرق الأوسط، بالنظر لتخصصى فى الملف السياسى للصين على مدار أكثر من ١٥ عاماً متصلة.

ولكننى سيدى السفير/ جون ب.ديروشر أشعر اليوم بالإحباط الشديد والتام – وهذا هو تفسير أسباب رفضى قبول دعوتكم الكريمة لحضور حفل عيد الإستقلال الأمريكى- وربما يتفق معى أصدقائى الرفاق الصينيين فى هذا الشأن، بالنظر لحدوث تجاوزات خطيرة ومؤلمة فى حقى وحق الرفاق الصينيين فى بكين، على إثر حدوث تدخلات أدت لحرمانى من الكتابة أو الظهور الإعلامى أو إبداء أى وجهة نظر تخص أو تمس الحزب الشيوعى الصينى فى قلب مصر والشرق الأوسط، لعدم التأثير أيديولوجياً فى شعوب المنطقة وفق فهمى وإدراكى أنا والرفاق الشيوعيين فى بكين للموقف. كما نما سيادتكم إلى علمنا، بوجود تأثير أمريكى يخص هذا القرار بشأن تقييد حريتى أكاديمياً فى الكتابة أو النشر أو الظهور الإعلامى بشأن كل ما يخص الصين تقريباً وليس فقط الحزب الشيوعى الصينى، وهذا هو الأمر المقلق بالنسبة لى والصينيين، لتقييد حريتى الأكاديمية والبحثية، أو بالأحرى حرية البحث والتعبير، وفق تلك الحريات الليبرالية الأمريكية التى تدعو لها دولتكم كقوة عظمى حول العالم.

وأنا هنا سيادتكم، نطالبكم أنا والرفاق الشيوعيين فى الحزب الشيوعى الصينى، بإزالة أسباب الخلاف معنا والسماح لى بممارسة حريتى الأكاديمية والبحثية والعلمية بل والإعلامية والصحفية فى الحديث بحرية عن الحزب الشيوعى الصينى ورفاقه وسياساته فى بكين، ويمكننى بشكل مفصل إرسال كافة أسماء المجلات والصحف والمواقع التى ترفض النشر لى فيما يتعلق بالحزب الشيوعى الصينى، بما فيها تلك المتخصصة فى الشأن الصينى ذاته فى كافة أنحاء المنطقة، مفسرة ذلك بتلافى أسباب غضب الأمريكان فى مواجهة الصين وحزبها الشيوعى الحاكم. وهذا أمر سيادتكم يتنافى مع أبسط قواعد الليبرالية الأمريكية والمهنية الإعلامية فى حرية الرأى والتعبير، التى يعلن الأمريكان على الدوام دفاعهم عنها فى كل مكان، لذا أرجو من سيادتكم التدخل والسماح لى بالنشر وحرية الرأى والتعبير ضماناً لسماع وجهة نظر أخرى حتى ولو كانت مختلفة لإثبات أنكم دولة عظمى تحترم الآخرين المختلفين معهم.

أما السبب الثانى والأعمق للخلاف، هو تعرض عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة فى مصر من المقربين منكم لى وفى قلب الشارع والطرقات وحتى باب بيتى، وممارسة عنف أو توجيه شتائم ضدى وضد الصينيين وحزبهم الشيوعى دعماً للأمريكان فى مواجهتنا. وهو الأمر سيادتكم الذى تسبب فى قلقى الشديد والدائم من الخروج للشارع أو ممارسة أنشطتى وحياتى بحرية مثل الآخرين، بالنظر لتعرضى لمخاطر جمة ولوجود تهديدات لى، أو تقديم عدد من زملائى وأساتذتى لباحثين لى للتعرف عليهم ومساعدتهم أكاديمياً، ثم أفاجئ بوجود خطة ممنهجة ومدروسة لإرهابى من خلالهم، خاصةً بعد دعوتهم من خلالى لبيتى لمساعدتهم أكاديمياً، ثم مفاجئتى بتهديدهم لى وللصيينيين، وعلمت بأن لهم علاقة مع الجانب الأمريكى وفقاً لإعترافهم. لذا فأنا أطالب الجانب الأمريكى بالنظر لقربه من جماعة الإخوان المسلمين ودفاعه عنها وسماحه لها بممارسة أنشطتها بحرية داخل المجتمع الأمريكى، بإصدار بيان للتأكيد على رفض الجانب الأمريكى لأى تعرض لى أو لسلامتى الشخصية والإنسانية من جانب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك لتبرئة ساحتكم دولياً فى إحترام حقوق وحرية المرأة فى مواجهة أى إنتقاص من قدرها وكرامتها، خاصةً فى مواجهة التيارات الإسلامية السياسية المتشددة كالإخوان المسلمين وغيرها، ممن مارسوا عنف ممنهج ضدى. وأنا أحتفظ بقائمة من كافة أسماء هؤلاء الأكاديميين والباحثين والأساتذة الذين مارسوا عنف نفسى ومعنوى وأكاديمى ضدى، وهى ظاهرة فى وجهة نظرى خطيرة وغير مسبوقة دولياً، لمحاولة إجبارى على تغيير قناعاتى وإنتماءاتى وفق النمط الأمريكى بممارسة أساليب بلطجة عنيفة ضدى من داخل بيتى، بعد دعوتهم إليه بناءً على رغبتهم لمساعدتهم علمياً وأكاديمياً.

كما أننى سيادتكم أعانى من تواصل عدد من الباحثين والأكاديميين معى ممن كتبوا أطروحاتهم العلمية الموثقة عن (تغيير النظم السياسية على النمط الأمريكى)، وخصصوا لذلك جزء للحديث عن وقف وتقييد المد الشيوعى الصينى وتغيير الأنظمة الإستبدادية لأخرى ديمقراطية حقيقية على النمط الأمريكى، بل ووصل ببعضهم الأمر التطاول على وعلى الحزب الشيوعى الحاكم فى الصين، وبسيادة الديمقراطية الأمريكية الليبرالية للعالم بعد إزاحة تلك النظم الإستبدادية من على الحكم. وعلمت أن لبعضهم تواصل مع الجانب الأمريكى. وهو الأمر الذى أزعجنى وبشدة بالنظر لتجاهل ذلك أبسط قواعد الإنسانية والتحضر بل وأبسط قواعد العمل الأكاديمى والفكرى والبحثى فى مواجهة الآخر المختلف عنه. وأنا أحتفظ بنسخ كاملة من كافة تلك الرسائل والأبحاث العلمية الموجهة لى بصياغة دقيقة أمريكية فى مواجهة الحزب الشيوعى الصينى وتلك النظم الإستبدادية وقرب إسقاطها أمريكياً. وفى إعتقادى بأن ذلك الأمر بات مزعجاً بالنسبة لى بشكل كبير على المستوى الشخصى والإنسانى. لذلك فأنا أطلب من الجانب الأمريكى عدم توجيه أى باحثين أو صحفيين لى لتعليمى الديمقراطية والليبرالية على النمط الأمريكى، بل ولإعلان الجانب الأمريكى رفض تلك الممارسات الأكاديمية الغير أخلاقية واللا إنسانية فى مواجهتى لتعليمى معنى الديمقراطية الأمريكية الليبرالية عن طريق سياسة الإرهاب الأكاديمى والتعنيف، وليس عبر إتباع طرق النقاش والحوار الجاد والحر بين المختلفين.

كما أننى سيادتكم تم إستدعائى من قبل عدد من المسؤولين المقربين منكم، ومارسوا ضدى أسوأ الأساليب اللفظية والإنسانية بل والغير آدمية، التى تمتهن وبحق أبسط قواعد الإرادة الإنسانية والأخلاقية، لإجبارى على تغيير قناعاتى وإنتماءاتى ودينى الإسلامى والزواج المدنى من غير مسلم لنشر حرية وحق الزواج المدنى فى المجتمع المصرى والمجتمعات العربية وذلك على النمط الأمريكى والغربى، رغم عدم مشروعية ذلك وفقاً لديانتى الإسلامية المتمسكة بها بعمق، كما مارسوا ضدى بلطجة وعنف بدعوى طلب الولايات المتحدة الأمريكية منهم فعل ذلك لإفتتاح منظمة لى للدفاع عن حقوق الشواذ والمثليين جنسياً فى مصر والحريات الدينية، ووقوع الجانب الأمريكى الإختيار على. وهذا أمر أرهقنى نفسياً ومعنوياً بالنظر لهروبى الدائم من ممارسة عنف نحوى لإجبارى على فعل ذلك ولتغيير قناعاتى الإنسانية والدينية وعقيدتى الإسلامية الراسخة، والتى أعتز بها وبشدة. وهذا ما يجب أن يتفهمه الأمريكان قبل إرسال أحد خلفى لإجبارى على فعل ما لا أريد طواعية وليس من باب الإجبار والعنف.

وأنا أحتفظ سيادتكم بقائمة طويلة من الأسماء ممن مارسوا عنف ضدى، أو هددونى بإسم الولايات المتحدة الأمريكية، أو كتبوا أطروحات علمية وأكاديمية تطرح وجهة النظر الأمريكية ومارسوا عنف ضدى لإجبارى على تبنيها وفقاً للرؤية الأمريكية.

كما أن ما سبب لى ضيق وحرج شديد، هو موافقتى فى عام ٢٠١٩ على قبول دعوتكم لى لحضور إحتفالية "كامب ديفيد لإتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل" فى قلب السفارة الأمريكية بالقاهرة، إلا أننى فوجئت بعد قبولى الدعوة وترحيب الصينيين أساساً بتواجدى بينكم بعد إخبارهم بذلك من جانبى، بوجود مؤامرة ضدى بعد تلك الحفلة لطردى من الملف الصينى ذاته عبر عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة فى مصر والمنطقة فى الملف الصينى، ممن إحتشدوا ضدى لطردى من الملف الصينى بدعوى قبولى للتطبيع مع إسرائيل. وكأن سيادتكم قبولى تواجدى بينكم كفيلاً بذبحى وبممارسة ضغوط ومؤامرات وبلطجة قصوى ضدى. مما تسبب فى قلقى الشديد وإصابتى بألم نفسى شديد، بالنظر لإكتشافى وقوعى تحت ضغط نفسى شديد ودائرة مؤامرات مستمرة لا تنتهى على الدوام، مع العلم إحتفاظى الكامل بكافة أسماء المتخصصين فى الشأن الصينى من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، ممن تسببوا لى فى تلك المعاناة الشديدة على إثر حضورى إحتفالية كامب ديفيد للسلام معكم، للترويج أننى مؤيدة للتطبيع مع إسرائيل، لإجبارى بالأساس على فعل ذلك كما فهمت، ثم لطردى من الملف الصينى بإعتباره تخصصى الأساسى والوحيد لأكثر من ١٥ عاماً متصلة بلا توقف يوماً واحداً عن الكتابة والتحليل والقراءة والنشر فيه.

وكأن قبولى مبدأ وجودى معكم كفيلاً بتدمير مستقبلى وكيانى وتخصصى العلمى الوحيد الذى لا أفهم إلا فيه، بعد أن قضيت معظم سنوات عمرى فى الكتابة والبحث والنشر فى الشأن الصينى بالأساس.

وبناءً عليه، فإذا كان الأمريكان حقاً يريدون فتح باب التواصل والود معى ومع الصينيين، فنحن نرجو من سيادتكم عدم ممارسة أى ضغط نحونا وعدم تصويرنا وتوزيع صورنا على المقربين منكم من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة فى مصر لطردنا وفضحنا بهذا الشكل المهين والمؤسف، والذى لا يتناسب مع كونكم قوى عظمى يجب أن تكون تصرفاتها متصفة بالحكمة وبالرشادة وبالعقل والإحترام وبما لا يتنافى مع أبسط المعايير الإنسانية والحضارية والأخلاقية.

وأعتذر للخوض فى مثل تلك الموضوعات المؤلمة على الملأ، ولكننى كان يجب أن أرد عليكم اليوم بهذا الشكل الصادم، بعد أن تم فضحى وشتيمتى وإهانتى أيضاً على الملأ، وبات الكل فى حالة إجماع واضحة بأننى أتعرض لحرب إنتقامية ممنهجة ومدروسة وشديدة وقاسية ضدى، بالنظر لغضب الولايات المتحدة الأمريكية منى، لقربى من السياسات الشيوعية فى الصين ودفاعى عنها وفق ما تراءى للأمريكان. ومن هنا فأنا أتوجه بكلمة منى اليوم إليكم، مفادها بأنه:

"إذا كنتم حقاً تريدون فتح باب الود والمصافحة معى، فأرجو أن تعيدون لى كرامتى وإنسانيتى وحياتى وحريتى المسلوبة منى، بالنظر لتخوفى الشديد الآن من كل شىء، خاصةً خروجى للشارع مع ممارسة ضغوط وتهديدات ضدى. لذا، فبعد أن إستمعتم لشكوتى إليكم، فأرجو منكم وضع حلول عادلة ومرضية لى وترميم هذا الشرخ النفسى الخطير الذى حدث لى تجاهكم بعد كل ما سردته من وقائع مؤلمة وصادمة حدثت لى من طرفكم، وبات إسم (الديمقراطية الأمريكية) متصدراً للمشهد فى كل ما تعرضت وعرضونى له"


ومن هنا بت أطالب الولايات المتحدة الأمريكية برفع يدها عنى، وعدم توجيه أى أحد لى لإهانتى أو تدميرى أو إجبارى على ما لا أطيق فعله. وأعلم مسبقاً أنكم ستنفون علمكم بأى من ذلك، إلا أننى رغم ذلك أطالبكم وبإلحاح بإصدار (بيان إستنكار) لممارسة أى أساليب عنف ضدى أو للتعرض لى فى الشوارع والطرقات وحتى داخل باب بيتى بإسم الديمقراطية الأمريكية، التى لا أعتقد أن يقبل بما حدث منها أحد العقلاء من المنتمين إليها.

وأنا هنا أوجه تحيتى العميقة للشعب الأمريكى نفسه الطيب الكريم، ولكافة أصدقائى من الولايات المتحدة الأمريكية الذين أكن لهم حقاً كل تقدير وإحترام، مؤكدة بأن خلافى مع سياسات دولتكم لا يعنى بأى حال من الأحوال الإنتقاص من قدر صداقتكم لى وإحترامى الشديد لكم، رغم تخوفى من حضور إحتفالاتكم أو الكتابة والنشر والدراسة عندكم فى الولايات المتحدة الأمريكية، بالنظر لحدوث تجاوزات سياسية خطيرة حدثت من طرفكم سياسياً، وأرجو من دولتكم كقوى عظمى مسؤولة عن أحوال المنطقة والعالم وأمنها وسلامتها، التدخل لإنصافى والتعامل معى بإنسانية ومساعدتى على نسيان ما بدر منها لفتح صفحة بيضاء جديدة بيننا.


وبعد أن أنهيت الشق الأول لإنهاء أسباب الخلاف الإنسانى بيننا – أقصد بينى وبين الولايات المتحدة الأمريكية ومعنا الجانب الصينى – سأنتقل لشق آخر أبدى فيه عدد من المقترحات والتوصيات لتقريب وجهات النظر بين الجانبين الصينى والأمريكى وإزالة أى أسباب للخلاف بينكما، وتكمن مقترحاتى فى الآتى:

١) أقترح على الجانب الأمريكى التعاون مع الجانب الصينى والمشاركة معه فى (تنمية إحدى القرى الفقيرة فى مصر) مع العلم ترحيب الصينيين التام للتعامل مع الأمريكان لخدمة قضايا المجتمع فى مصر، والمساعدة فى تنميته وإقامة العديد من المشروعات والخدمات التنموية، وتعليم أبناء الريف والقرى المصرى المشروعات الصغيرة والمتوسطة بها، فضلاً عن تعليم أبنائها اللغتين الصينية والإنجليزية وتعليم أولادهم الفكر الأمريكى والصينى المشترك وثقافتهم ومفاهيمهم، ثم سنترك لهم أى لهذا الجيل الجديد حرية الإختيار بعد ذلك. فما أقصده وما أعنيه من وراء تلك الفكرة، هى إشراك الولايات المتحدة الأمريكية والصين فى حوار تعاونى وتنموى بناء، يعود بالخير والنفع على الإنسان والبشرية بعد ذلك ثم تعميم ذلك عالمياً. بمعنى أن تتشارك الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وفق مفهوم الرئيس الصينى الرفيق "شى جين بينغ" المعروف بـ "المصير المشترك للبشرية"، من أجل تنمية الإنسان فى المقام الأول وتحقيق مجتمع رغيد الحياة، لأن مجتمعاتنا أحوج ما تكون اليوم إلى التنمية وليس للديمقراطية بالمفهوم الغربى أو الأمريكى من أجل بناء الإنسان.

٢) وقياساً على النقطة السابقة، يمكننى إقتراح عمل عدة مبادرات تنموية أمريكية صينية مشتركة لخدمة قضايا المجتمع المصرى، خاصةً فى الريف والقرى، وتشكيل لجنة مشتركة صينية أمريكية للتناقش والتباحث فى تنمية موارد المجتمع المصرى والقرى الأكثر فقراً وإحتياجاً، للتعلم من تجربة إدارة حوار تنموى مجتمعى تشاركى يخدم قضايا الإنسان فى الدول النامية كمصر ويلبى إحتياجاته بمشاركة القوتين العظمتين الأمريكية والصينية. ففى إعتقادى بأن إنجاز هذا الملف المتعلق بالتقارب بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية لخدمة قضايا المجتمع والإنسان والتنمية، سيعود بالنفع حتماً على المجتمع الدولى بأسره وليس فقط مصر، كنموذج مقترح للتعاون والبناء بينهما.

٣) أما بخصوص (مشكلة إقليم شينجيانغ الصينى وأقلية الإيغور المسلمة)، فأنا أقترح على الجانبين الصينى والأمريكى إدارتها بشكل مختلف وجذرى عما يحدث الآن من تلاسن لفظى بينهما وحشد جبهة كل طرف لتوضيح الحقائق، لأن الموضوع وفق تصورى وما طرحته فى السابق أبسط من ذلك بكثير، بالنظر لتفهمى التام والشديد لوجهة نظر الصينيين فى هذا الإطار. لذا يكمن إقتراحى المقدم لواشنطن وللإدارة الأمريكية ذاتها، بضرورة البعد عن إدارة موضوع الأيغور فى شينجيانغ من بعد أو منظور سياسى، لأن الموضوع له شق وبعد دينى أعمق بكثير من أى تدخلات سياسية. وأعلن للجانب الأمريكى موافقة الصين ضمنياً على هذا الإقتراح المقدم منى بإحالة ملف إقليم شينجيانغ كاملاً للأزهر الشريف بتعاون صينى كامل مع مؤسسة الأزهر الشريف وشيخه العالم الجليل الشيخ/ أحمد الطيب. لأننى وفق فهمى وقربى من الصينيين علمت بأن سبب تلك الأزمة سياسية تدخلية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. لذا فلنبحث جميعاً عن حلول مرضية وعادلة للجميع بعيداً عن أى ألعاب أو تدخلات سياسية.


٤) كما أقترح على الجانب الصينى، وهو بالفعل لا يمانع فى ذلك بـ (تحويل أرض إقليم شينجيانغ الصينى لمدينة أو إقليم للسلام العالمى)، بمعنى بناء المساجد بجوار الكنائس والمعابد والدعوة للسلام والتعايش والتسامح بين الجميع على أرض شهدت صراع دينى لسنوات، بسبب عدة عمليات إرهابية بالأساس أدت لزعزعة الإستقرار به. وأعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية يمكنها العمل سوياً جنباً بجنب مع الصينيين لإنجاز ملف تحويل أرض شينجيانغ لمدينة للسلام العالمى لنشر بذور وثقافة الحب بين الجميع. وعقد مؤتمر دولى للسلام بها ونشره عالمياً.


وأخيراً، وبعد فهم وتفهم ما تقدم لسيادتكم وللجانب الأمريكى، فأعتقد أن الجانبين الأمريكى والصينى فى حاجة للتعلم من أخطائهما ومن تجارب الماضى، وبأن يعملا سوياً لتنحية خلافاتهما وإعلاء المصلحة المشتركة لخدمة الجميع. كما أننى كلى ثقة اليوم فى تحرك الجانب الأمريكى لإزالة أسباب الخلاف الإنسانى والشخصى معى، والتدخل لمنع التعرض لى مرة أخرى بعدما قاسيت إنسانياً على مدار السنوات الماضية بسبب إرهاب وعنف تعرضت لهما بإستمرار وقيل لى بأن الحل يكمن فى يد الأمريكان. واليوم كلى ثقة ويقين فى أن نعلى جميعاً قيم السلام والمحبة بيننا ونتجاوز خلافاتنا سوياً من أجل عالم أفضل نخلقه لنا ولأجل أنفسنا والجميع. والله الموفق من وراء القصد. تحياتى

بتوقيع

د.نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف

مواقيت الصلاة

الجمعة 08:27 صـ
3 ربيع آخر 1447 هـ26 سبتمبر 2025 م
مصر
الفجر 04:19
الشروق 05:45
الظهر 11:46
العصر 15:12
المغرب 17:47
العشاء 19:05

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,494 شراء 2,505
عيار 22 بيع 2,286 شراء 2,296
عيار 21 بيع 2,182 شراء 2,192
عيار 18 بيع 1,870 شراء 1,879
الاونصة بيع 77,555 شراء 77,910
الجنيه الذهب بيع 17,456 شراء 17,536
الكيلو بيع 2,493,714 شراء 2,505,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى