الجمعة 26 سبتمبر 2025 01:18 صـ 2 ربيع آخر 1447هـ
الوادي

رئيس مجلس الإدارة طارق نديم

رئيس التحرير محمود نفادي

  • جريدة الوادي
رأي

ما بعد انهيار الهدنة : الجيش المصرى فى مواجهة الجيش الإسرائيلى

الوادي

كسبحة انفرط عقدها ' هذا هو الموقف الإسرائيلى منذ قبل رئيس الوزراء الإسرائيلى الفاسد بينيامين نتنياهو راضخا صاغرا اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى مع ميليشيات حماس عقب خمسين يوما من الحرب الهمجية التى تشنها دولة الإحتلال الإسرائيلى على غزة دون تحقيق أى إنجاز منذ عملية السابع من أكتوبر.

وعلى الرغم من فشل مد الهدنة و تجدد القتال العنيف ' إلا أن تل أبيب ليس أمامها إلا توقيع الهدن الواحدة تلو الأخرى إلى أن يتم الإتفاق على وقف إطلاق النار دائم وانسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلى من قطاع غزة بالكامل.

لكن نتنياهو أصبح رجلا أرعنا أحمقا يقود بلاده إلى التهلكه بعناده الأحمق للنجاة بنفسه من شبح السجن الذى يطارده ' وبدلا من الاستماع إلى صوت العقل 'نجده يندفع بغباء نحو مزيد من التصعيد على أمل ضعيف فى تحقيق أى إنجاز يشفع له عند الكنيسيت ' والآن بدأ ما كان متوقعا تكثيف العمليات العسكرية فى الجنوب بغرض إجبار أهل غزة للتوجه إلى مصر على الرغم من كل التحذيرات 'مما يفتح المجال واسعا لمواجهات عسكرية بين مصر وإسرائيل ٠

وعلى الرغم من وحشية الهجوم الإسرائيلى على غزة الباسلة ’ إلا أن نتينياهو فشل فشلا مهينا فى تحقيق الأهداف الخيالية التى أسماها بتغيير الشرق الأوسط ' والمزيد من الدماء لن يغير من الواقع شيئا٠

ولم يعد أمامه إلا أمران ' الاستمرار فى مد الهدنة مما يعتبر رضوخ مهين لحماس إلا أنه الإنجاز المنطقى المتاح ' أو الاستمرار فى التصعيد فى الجنوب لتنفيذ مخطط تهجير غزة لسيناء بهدف تحقيق أى إنجازأو توسيع نطاق الصراع لمزيد من الإرباك والنجاة بنفسه ٠

وفى خضم ذلك يأتى الاجتماع التاريخى فى الدوحة بين رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل ومدير وكالة الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز ومدير الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنيا ,لمناقشة تسوية سياسية للأزمة قائمة على التوصل لصيغة توافقية لإنهاء الصراع والإتفاق على وضع حماس ما بعد الحرب ٠

ولكن يبدو أن الاجتماع لم يؤت ثماره ولم ينجح حتى فى استمرارية الهدنة ٠

ما ملامح تلك التسوية ' وماهى فرص نجاحها ' وما هى التحديات ' وماهى أهداف ومحددات كل طرف 'هذا ما سنحاول الإجابة عليه فى السطور التالية٠

على الرغم من شح المعلومات المتعلقة باجتماع الدوحة التاريخى ' إلا أن هناك مسألة واضحة تتعلق برؤيا مصر لتسوية الأزمة ووضع أسس لإدارة قطاع غزة ما بعد الحرب 'تعتمد على حل الدولتين وتوحيد الصف الفلسطينى تحت مظلة سلطة فلسطينية منتخبة معبرة عن إرادة كل أطياف الشعب الفلسطينى ٠

وترى هذة السطور أن تلك الرؤيا مثالية أكثر مما يتحمله الوضع 'والأخطر من ذلك هو غياب الطرف الإيرانى - مشعل الحرب أساسا -

مما جعل من المناقشات مبتورة مفتقدة لعنصر رئيس فى التوصل للصيغة التوافقية المبتغاة٠

أضف إلى ذلك أن إسرائيل فى حالة إرتباك وتخبط وإنعدام رؤيا ولا تعلم على وجه الدقة ماذا تريد ٠

لذا جاء الاجتماع فى لحظة زمنية معقدة ومبكرة ' حيت لازالت الغيوم تسبح فى الآفاق يتعذر معها الرؤيا المستقبلية ' أو لعله جاء كخطوة استطلاعية لمعرفة استعداد كل طرف لما يمكن أن يقدمه ويتنازل عنه وما يمكن أن يقبله أو يرفضه ٠

لكن قبل أن نستطرد فى تقييم الموقف ' علينا أولا أن نتدارس بدقة أهداف ومحددات كل طرف علاوة على الطرف الإيرانى الغائب الحاضر فى هذا الاجتماع ٠

فيما يتعلق بالجانب المصرى ' فأهداف القاهرة هى إنهاء الحرب ووقف القتال بشكل دائم ' إنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67وعاصمتها القدس الشرقية كسبيل وحيد لتحقيق السلام والاستقرار القائم على الحق والعدل ' إنهاء الأنقسام الفلسطينى بتوحيد الضفة وغزة تحت مظلة سلطة فلسطينية موحدة ' إجراء انتخابات تشمل كل الآراضى الفلسطينية يدعى إليها كافة الشعب الفلسطينى لاختيار من يمثله ' بقاء الشعب الفلسطينى فى أرضه ورفض كافة أشكال التهجير القسرى والطوعى ' استدامة دخول المساعدات الإنسانية ' إعادة إعمار غزة.

وللموقف المصرى محددات أهمها : الأمن القومى المصرى ' الحل الجذرى والعادل للقضية الفلسطينية هو واحد من أهم دعائم الاستقرار فى المنطقة ' تنامى النفوذ الإيرانى فى المنطقة العربية وأذرعها الأخطبوتية يمثل تهديدا للأمن القومى العربى 'عدم تصفية القضية الفلسطينية على حساب الآراضى المصرية ' البناء على التضحيات التى قدمها رجال الجيش والشرطة المصرية البواسل لتطهير سيناء من الإرهاب ٠

فيما يتعلق بالجانب الإسرائيلى ' فالأهداف غير العاقلة التى أعلنها هى القضاء على حماس ,تحرير الرهائن إغتيال أو القبض على قادة حماس على رأسهم يحى السنوار ومحمد ضيف.

وللموقف الإسرائيلى محددات أهمهم على مستوى الدولة : عدم قدرة تل أبيب لمشاكل تتعلق بمعايير القوى الشاملة للدولة على خوض معركة طويلة الأمد والاستمرار طويلا فى عملية استدعاء الاحتياطى ' الدعم الدولى لسياساتها خاصا من الجانب الأمريكى يمثل ركيزة من ركائز أمنها القومى ' الضغوط الشعبية بسبب وضع الأسرى ' وضع النازحين من المناطق الشمالية وغلاف غزة ' النزيف الاقتصادى نتيجة الحرب '

الكماشة الجيوسياسية التى وضعت إيران إسرائيل فيها ' الحفاظ على أوضاع اقتصادية وسياسية وأمنية جاذبة لمزيد من هجرات اليهود إلى إسرائيل ' التحالف السياسى الإنتخابى بين اليمين الليبرالى العلمانى واليمين الدينى المتطرف ٠

وهناك محددات تتعلق بالمستوى الشخصى لنتينياهو : وهى اتهامات الفساد التى تلاحقه ' السخط الشعبي بسبب التغييرات

المتعلقة بالمحكمة العليا ' هذا علاوة على الفشل الذى لا يغتفر بحدوث عملية طوفان الأقصى ' رفض أن يكون كبش الفداء الذى سيقدم للشعب لتهدأته ٠

فيما يتعلق بالجانب الأمريكى فعلى العكس من تل أبيب فأهداف واشنطون هى إنهاء الحرب 'غلق الطريق أمام إيران لتقوية تفوذها٠

وللموقف الأمريكى عدة محددات : على مستوى الدولة 'عدم قدرة واشنطون على القتال على جبهتين متزامنتين أوكرانيا وإسرائيل ' إطالة أمد الحرب يمثل تهديدا للمصالح الأمريكية خاصا على ضوء تنامى النفوذ الإيرانى فى منطقة الشرق الأوسط ومقدرة طهران على استهداف أهداف أمريكية عالية القيمة كقواعدها العسكرية فى العراق وسوريا والخليج وكلها تقع فى نطاق مدايات الصواريخ الإيرانية ' تناقض الموقف الأمريكى مع القضايا العربية يمثل تصعيدا للنفوذ الصينى والروسى فى المنطقة ٠

أما على المستوى الشخصى : قرب موعد الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطى والتى يستعد لها الرئيس الأمريكى جوزيف بايدن ' وعلى ما يبدو ووفقا لتقلص شعبيته لحد كبير فإن فرص فوزه على مستوى الحزب أصبحت ضئيلة مما يثير الشكوك حول فرص بايدن فى خوض الانتخابات الرئاسية .

أخيرا الجانب الإيرانى : فأهداف طهران هى تعطيل اتفاق تطبيع العلاقات المزمع بين السعودية وإسرائيل ,زيادة نطاق التنسيق مع المنطقة العربية لتشمل مصر وذلك عقب اتفاقات التهدأة مع

السعودية والإمارات برعاية صينية من أجل عمل كماشة مضادة على إسرائيل بعد الاتفاقات الإبراهيمية ' إرباك إسرائيل فى سياق التجهيز لإعلان جلل يخص برنامجها النووى ' إيصال رسالة ردع لتل أبيب لمنعها من القيام بعمل عسكرى ضدها ' إظهار قوتها ومدى سيطرتها على أذرعها الأخطبوتية فى المنطقة من أجل ردع واشنطون من القيام بأى عمل عدائى ضدها.

أما عن المحددات فأهمها : برنامجهها النووى ' ما تعتبره أمجادها القومية التاريخية فى منطقتنا العربية ' دعم صورتها الذهنية باعتبارها رأس محور الممانعة ' مناطق الاختناق المروري فى الشرق الأوسط وهى مضيفا هرمز وباب المندب والسيطرة عليهما تزيد أوراقها التفاوضية ' 'التنسيق الإقليمى الخليجى الإسرائيلى يمثل تهديدا لمصالحها ٠

ومن خلال استعراض تلك الأهداف تتكشف لنا عدة أمور:

- إيران هى أكثر الأطراف تحقيقا للمكاسب ' فقد أرجأت اتفاق

التطبيع بين الرياض وتل أبيب وأرسلت رسالة الردع التى أرادت إلى تل أبيب وواشنطون ' وأجبرت إسرائيل من خلال ذراعها ميليشيات حماس الإرهابية على صفقة تبادل الأسرى المهينة ٠ فى الوقت الذى فشلت فيه إسرائيل فشلا مذلا فى تحقيق أى من الأهداف التى أعلنتها ' مما اضطرها للنزول صاغرة وقبول الصفقة ٠

- هناك تناقض فى الأهداف بين واشنطون وتل أبيب عكس ما

هو ظاهر ' والحقيقة أن استمرار الحرب هو مطلب نتينياهو والدائرة الضيقة من حوله ' وهى فكرة لا تحظى بقبول الجميع فى تل أبيب وواشنطون .

- استمرار الحرب يمثل مزيدا من تدهور النفوذ الأمريكى فى

المنطقة العربية ٠

- توافق على الحد الأدنى من الأمور بين القاهرة وواشنطون

حول إنهاء الحرب وقطع الطريق أمام إيران واستدامة دخول المساعدات الإنسانية ' ورفض التهجير ' مما يمثل أمرا إيجابيا يمكن البناء عليه ٠

- يبدو أن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب - الذى لا

يؤمن بحل الدولتين - سيكون هو الرئيس الأمريكى القادم ' مما يجعل عملية التوصل لتسوية سياسية الآن فى ظل بايدن - الذى يؤمن بحل الدولتين - فرصة لا يجب إضاعتها.

- التناقض الكبير بين مصر وإيران حيث ليس من المتصور أن

تضيع الأخيرة الكماشة الجيوسياسية التى صنعتها على إسرائيل بإضعاف حماس من خلال إعادة توحيد الضفة مع غزة ٠

- ليس من مصلحة إبران التوصل لحل عادل بشأن القضية

الفلسطينية ' لأن هذا المناخ المضطرب يدعم الدور الإقليمى الذى رسمته لنفسها

- حالة الرعونة الكبيرة والاندفاع والتهور التى توسم سلوك

نتينياهو وتحويل الحرب إلى معركة شخصية تجهض أية فرصة لتسوية عاقلة ' ويزيد الأمر تعقيدا التحالف السياسى بين نتينياهو

"غير المتدين " رئيس حزب الليكود العلمانى الليبرالى واليمين الدينى المتطرف الذى لا يملك من الرؤي السياسية والخبرات العسكرية ما يكفى لتقديم طرح سياسى عاقل وعادل ' بل يدفع لمزيد من التصعيد وقتل الدولة الفلسطينية مما يمثل اغتيالا للعملية السياسية برمتها ٠

- فى ظل الأهداف الإيرانية وتأثير اليمين الدينى المتطرف

على صناعة القرار فى إسرائيل فهناك ما يمثل إجهاضا للرؤيا المصرية فى التوصل لسلام عادل

- لازال الوقت مبكرا للحديث عن صيغة توافقية فى المدى المتوسط عن وضع قطاع غزة ما بعد الحرب ' ففى ظل هذة التناقضات بين الأطراف والأهم استقرار الوضع السياسى لحماس التى انتصرت على إسرائيل بإرضاخها لشروط الهدنة وعدم تمكن تل أبيب من الوصول إلى الأنفاق وإغتيال قادتها السنوار وضيف ' يصبح الحديث عن ما يسمى ما بعد حماس ضربا من الجنون ٠

ولمزيد من التفصيل حول خارطة الطريق التى طرحتها مصر 'علينا أن نتوقف عند عند عدة أمور ' وضع القدس - مربط الفرس فى الصراع العربى الإسرائيلى - الانتخابات الرئاسية الفلسطينية ' ماهية القوة الدولية لحفظ السلم التى اقترحت ٠

ويقابل هذا الطرح تحديات جسيمة :

التحدى الأول : يتعلق بمبدأ حل الدولتين وفى القلب منه وضع القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية الوليدة ' وذلك وفقا للشرعية الدولية ' ولثوابت الموقف العربى ' وهو أمر أسمى من النقاش والتفاوض ' فى الوقت الذى تمارس إسرائيل إحتلالا على المدينة المقدسة منذ نكسة يونيو 67وتعتبرها عاصمتها الأبدية ' ويؤخذ فى الاعتبار أمران ' التأثير الكبير الذى يمارسه اليمين الدينى المتطرف كما أسلفنا فى الذكر ٠

وحالة الضبابية التى سيكون عليها المشهد السياسى فى إسرائيل عقب إنتهاء الحرب ' لإن غالبا سينشغل الإسرائيليون بتشكيل حكومة جديدة لا يعرف لها مؤشرات حاليا على وجه الدقة ' وقد يصل الأمر إلى إجراء إنتخابات نيابية من شأنها عمل تغييرات جذرية للمشهد السياسى فى إسرائيل خاصا على ضوء تنامى الغضب الشعبى على نتينياهو قد يكون له انعكاساته على حزب الليكود كحزب تصدر الانتخابات التشريعة على مدار سنوات ' بخلاف الإنشغال بمحاسبة القادة السياسيين الذين أخفقوا فى حماية البلاد وعلى رأسهم نتينياهو ' الأمرالذى سيتعذر معه التوصل لملامح محددة للحكومة الإسرائيلية وتوجهاتها الفترة القادمة.

التحدى الثانى ' يتعلق بإمكانية إجراء الانتخابات من حيث المبدأ ' ومن هو الاسم الذى يمكن أن يمثل توافقا بين الضفة وغزة فى ظل هذا الانقسام الفلسطينى منذ سبعة عشر عاما ٠

ويبدو أن محمد دحلان القيادى فى حركة فتح والمعارض ورئيس تيار الإصلاح بالحركة ورئيس جهاز الأمن الوقائى ' والعدو لحركة حماس ' مطروح لخلافة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن ' وهو يحظى بقبول خليجى وإسرائيلى ' لكنه رجل مثير للجدل ٠

كذلك مطروح أيضا مروان البرغوثى القيادى بحركة فتح والسجين منذ أكثر من عشرين عاما فى السجون الإسرائيلية 'ويبدو أن فرصه أكثر قابلية للتحقق فى خلافة أبو مازن 'وهو شخصية مقبولة من مصر وتحظى بتأييد واسع النطاق بين صفوف الشعب الفلسطينى 'وتضعه حماس على قائمتها فى صفقة تبادل الأسرى

التى تعثرت مؤخرا ' لكن إسرائيل تخشاه كثيرا وهو لا يحظى بقبول لديها ٠

لكن مبدأيا الوضع السياسى الداخلى الفلسطينى فى حاجة ماسة إلى التغيير وبات إجراء انتخابات رئاسية فلسطينية أمرا ضروريا لبدء مرحلة جديدة٠

لكن المؤسف فى الأمر أن هذا القرار ليس بقرار الشعب الفلسطينى وحده ' بل هو قرار لابد أن يحظى بتوافق مصرى إسرائيلى إيرانى خليجى ' وتبقى معضلة حماس وعلاقة المرشح الرئاسى بها ورؤيته عن وضعها فى فترة حكمه هو المعيار الرئيسى لاختياره ٠والواضح أيضا ثبات ورسوخ وضع حماس فى غزة بل أن الأمر تجاوز ذلك لحد اختراق الضفة الغربية ذاتها 'مما يجعل تلك الانتخابات المبتغاة هى قرار حمساوى لن يمكن تجاهله ٠

التحدى الثالث يتعلق بإيران كقوة إقليمية هى الفاعل الرئيسى والحاكم الفعلى لغزة ,وذلك لأنها الداعم الرئيسى لميليشيات حماس بالتمويل العسكرى والإمداد بالمعلومات والأسلحة والذخيرة والخطط ' ومن ثم فإن حماس كفاعل بدون دولة يحكم غزة بينما هو تابع لطرف خارجى وتمتد ولاءاته بشكل عابر لدولة فلسطين لا يمكن التوصل إلى أية صيغة بشأن وضعه بدون التنسيق مع إيران.

وتحتاج مصر إلى التوصل لتفاهمات ثنائية مع إيران أولا بشأن القضايا العالقة ومن ضمنها غزة ' ثم مناقشة تلك التفاهمات مع الطرفين الإسرائيلى والأمريكى لاحقا ' وبقدر التباعد أو التقارب بين القاهرة وطهران بقدر قدرة الطرفين على التوصل لصيغة ثنائية لوضع غزة وحماس ما بعد الحرب ' ولكن الثابت أن القاهرة

لم تلعب دورا مضادا لحماس فى تلك الحرب كما تصورت إسرائيل ' بل تعاملت مع الأمر الواقع بشكل براجماتى وعاقل مما روض كثيرا رد الفعل الإيرانى ٠

التحدى الرابع ' هو ماهية القوات الدولية المقترحة ' وهل هى بموجب الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة ' أى قوات حفظ سلام بتسليح خفيف دفاعى ويتكون أعضاؤها من مدنيين وعسكريين من الجيش والشرطة ' وتكون مهامها هى تنفيذ اتفاقيات السلام ودعم سيادة القانون والأمن والاستقرار ومراقبة المخترقين ٠

على غرار القوات المتعددة الجنسية فى لبنان اليونيفيل ' التى لم تحل دون تجدد الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل من وقت لٱخر٠

أم هى قوات فرض سلام تحت مظلة الفصل السابع بتسليح ثقيل ويتكون أعضاؤها من العسكريين وتكون مهمتهم هى ارضاخ الأطراف المتحاربة للسلام ٠

على غرار ما حدث فى الحرب العراقية على الكويت ٠

فى النهاية تبقى إشكاليتان ' الدور الذى يمكن أن تلعبه واشنطون كعضو دائم العضوية فى استطاعته اجهاض قرار تشكيل تلك القوات أصلا ' وضع حماس وإيران الداعمة لها كقوة مقاومة تجيد لغة السلاح وبيدها إجهاض أو الحفاظ على السلام ٠

بالنهاية الرؤيا المصرية طموحة ومخلصة إلا أنها جيدة للغاية لحد عدم إمكانية أن تصبح حقيقة فى الوقت الراهن '

ولازال الوقت مبكرا للإجابة على هذا السؤال كيف سيكون شكل اليوم التالى بعد انتهاء الحرب٠

وبينما تكتب هذة السطور ' يستعد المحتل الإسرائيلى لتكثيف هجومه البربرى على جنوب غزة فى استهتار ولا مبالاة بالخط الأحمر الذى وضعته مصر ' مما يفتح الباب لكل الاحتمالات المخيفة لأن ذلك الهجوم قد يؤدى إلى إجبار أعداد غفيرة من غزة للتوجه ناحية مصر بدافع إنسانى غريزى ' وعند هذة اللحظة لن يكون أمام مصر إلا مواجهة من وضعهم فى هذا المأذق ' فهناك جدار عازل شيدته مصر مجهز على أعلى مستوى و بعمق ٦٠ مترا تحت الأرض لن يمكن اختراقه ولا يوجد أية فرصة لعبور فلسطينى واحد إلى مصر ' ومن ثم فالمواجهات لن تكون مع الفلسطينيين ' والجيش المصرى موجود خلف المعبر بكثافة ومستعد لكل الاحتمالات ٠

إن نتينياهو وصل لمرحلة بعيدة للغاية من الرعونة والحمق وفقد القدرة على تمييز اللحظة التى يجب أن يتوقف فيها ' وفقدان تمييز تلك اللحظة هو بداية النهاية ' فنتينياهو أفرغ كل ما فى جعبته ولم يعد لديه مزيدا من العروض السخيفة ليقدمها على مسرحه الهزلى ' ولم يعد أمامه إلا تقديم مشهد النهاية وهو بالسجن لينتهى تاريخه السياسى الحافل بألاعيب الحواة ' وهو لكى يهرب من تمثيل ذلك المشهد الثقيل على نفسه يرتجل خارج سياق العقل والرشادة ليأتى من حيث لا يريد الجمهور بتصرفات بلهاء لن تزيد المشهد إلا عبثية ولن تغير سطرا من النص المسرحى الذى جف حبره ٠

وحده نتنياهو ومعه شرزمة من المتطرفين منعدمى الأفق السياسى يرون نصرا فى الآفاق فأخذوا يتراقصون على جثث النساء والمبتسرين رقصة من لعبت الخمر برأسه فأخذ يترنح بينما يزأر

مزهوا بنفسه ' لا يسمعون حتى لتوسلات شعبهم فى وقف تلك الملهاة ' وبدلا من التعقل هاهم يدفعون بلادهم إلى الصدام مع مصر وكأن كل أذيال الخيبة المثقله بها أقدامهم لا تكفيهم للتوقف ' فيهرولون إلى

الطرقات الوعرة صانعين بأقدامهم الغليظة زلزالا سيطبق أحجارا على رؤوسهم ٠

إن مصر تقف راسخة الأقدام مستعدة لكل الاحتمالات ' تفتح بابا للسلام والتفاوض وآخر للجحيم إذا ما دعت الضرورة لذلك وليس أمام إسرائيل إلا الاستماع إلى صوت العقل وإيقاف هذة الحرب الهمجية والعودة من جديد لاتفاق الهدن والرضوخ إلى مطلب حماس كل الرهائن مقابل كل السجناء ' وإذا لم تفعل فلم يعد أمامنا إلا الاستعداد للأسوأ الذى لم يأت بعد٠

مواقيت الصلاة

الجمعة 01:18 صـ
2 ربيع آخر 1447 هـ26 سبتمبر 2025 م
مصر
الفجر 04:19
الشروق 05:45
الظهر 11:46
العصر 15:12
المغرب 17:47
العشاء 19:05

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,494 شراء 2,505
عيار 22 بيع 2,286 شراء 2,296
عيار 21 بيع 2,182 شراء 2,192
عيار 18 بيع 1,870 شراء 1,879
الاونصة بيع 77,555 شراء 77,910
الجنيه الذهب بيع 17,456 شراء 17,536
الكيلو بيع 2,493,714 شراء 2,505,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى