عظيمة .. يامصر يا مهد الأديان والثقافات بقلم فاروق شرف


عظيمة .. يامصر :-
عظيمة .. يامصر يا إحدى أقدم الدول تاريخ فى العالم.
عظيمة .. يامصر وبأهلك الطيبين الذين يسعون دائماً لتحقيق الخير الأعظم..
عظيمة .. يامصر بإحتضان مسار العائلة المقدسة والذي يمتد لحوالي 3500 كم، حيث يشمل المسار 25 موقعا للتوقف منها : رفح- العريش “6 مواقع” ، الفرما، تل بسطا “بالقرب من الزقازيق”، سمنود، سخا، وادي النطرون، علاوة على خمسة مواقع بالقاهرة : وهى مسطرد، المطرية، حارة زويلة، كنيسة أبو سرجة بمصر القديمة، المعادى، ثم موقعين بالمنيا سمالوط ودير جبل الطير، وموقعين بأسيوط دير المحرقة ودرنكة.”
* كانت زيارتنا لدير المحرق بالقوصية بمحافظة أسيوط أكثر من رائعة من حسن إستقبال وماحظناه من إدارة واعية متمسكة بالنظام والمتابعة الجيدة والحفاظ على كل مفردات الدير من صغيرة وكبيرة .. ونأمل فى الأيام القادمة إن شاء الله من زيارة دير السيدة مريم وخاصةً المغارة الصغيرة التى تقع بحضن جبل الطير والتى أستقرت بها العائلة المقدسة لمدة 3 أيام لتكون ملجئاً وملاذاً لها هرباً من الرومان .
* فى عام 328، جاءت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الأول، إلى الجبل وعلمت بالزيارة المباركة، فأمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة على نظام طقس الكنيسة الأرثوذكسية، وأطلقت عليها اسم كنيسة العذراء، وهى عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها إلى أربعة حوائط صخرية، وبالصحن 10 أعمدة صخرية، وفى عام 1938 تم تجديد وبناء الطابق الثانى والثالث بالكنيسة وذلك بعد إستبدال السقف الصخرى بآخر مسلح لإستيعاب الزائرين المترددين على المكان وكان ذلك فى أوائل القرن ال ٢٠.
* يوجد 3 مسميات للدير :
1- دير جبل الطير: يرجع ذلك إلى إستقرار طيور البوقيرس المهاجرة على سفحه سنوياً
وهو طير ابيض الريش وله منقار طويل بلون سن الفيل ينقر به فى صدع الجبل والطير مميز بوجود أهداب حول عنقه.
2- سمى الدير قديما بالبكارة : لأنه كان يضم سلمان درج أحدهما بالناحية البحرية والأخر بالناحية القبلية والسلمان يربطان بين الجبل ونهر النيل وتوجد بالدير بكرة كانت تستخدم فى الصعود للجبل والنزول منه وكانت هامة فى تسهيل الزيارات ولذلك سمي بدير البكارة .
3- سمي بدير جبل الكف : فيقال إن البابا ثاوفيلس رقم (23)، فى عدد الآباء البطاركة بالكرسى السكندرى، والذى ذكر أن العائلة المقدسة عبرت نهر النيل، وأثناء العبور كادت صخرة تسقط عليهم من أعلى الجبل، فخافت السيدة مريم على حياة الطفل يسوع، وهنا أشار الطفل بيده ورفع كفه لأعلى ناحية الصخرة، ودون أن يلمسها طبع كفه عليها، وظلت تلك الصخرة موجودة حتى أخذها المستشرقون خلال فترة الاحتلال الإنجليزى لمصر، وتوجد الآن فى المتحف البريطانى، لذا يطلق عليه دير الكف، أو جبل الكف، أو كنيسة الكف، تكريماً لكف المسيح التى طُبعت على الصخرة.
* الكنيسة تتبع فى تخطيطها الطراز البازيليكى المبكر، تتكون من صحن ذى ثلاثة أجنحة وخورس يتقدم الهيكل وهو عبارة عن حجرة منحوته فى الصخر وبها المذبح ويوجد بجوار المذبح غرفتان جانبيتان .. وقد تم حفر المعمودية في منتصف بدن العمود بالجهة الجنوبية للصحن، ويقع اللقان اتجاه الباب الغربي في منتصف ارضية الصحن ويغطية باب خشبي .
* جبل الطير يعتبر مزارا دينيا كبيراً لأكثر من مليونى زائر من المسلمين والمسيحيين فى الاحتفالات السنويه بالدير خلال شهرى مايو وأغسطس من كل عام .
مع تحياتى فاروق شرف.