بعد قرار احتلال القطاع.. الجيش الإسرائيلي يتحدى نتنياهو ويسحب قواته من غزة


أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه بالرغم من الحديث عن نوايا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوسيع الحرب في غزة، واحتلال القطاع، تشير التقديرات العسكرية إلى صعوبات كبيرة تعيق تحقيق ذلك، لأن تنفيذ اجتياح بري للمناطق المتبقية في قطاع غزة، والتي تضم أكثر من مليوني فلسطيني تم دفعهم قسرًا إليها، تحتاج إسرائيل إلى تعزيزات كبيرة في القوات.
وتابعت الصحيفة أن جيش الاحتلال قام بسحب العديد من الوحدات النظامية من القطاع مؤخرًا بعد قرار من رئيس هيئة الأركان إيال زامير، لمنح جنوده قسطًا من الراحة، ما قد يضطر جيش الاحتلال إلى القيام بحملة تجنيد احتياطي جديدة تستغرق نحو أسبوعين، في حين قد يستغرق اجتياح المناطق المتبقية وتطهيرها من المسلحين مدة تتراوح بين عام وعامين.
انهيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي
وتابعت الصحيفة أن زامير عبر عن رفضه الواضح لفكرة الاجتياح الشامل، لا بسبب مخاطر العملية على حياة الجنود والمحتجزين فقط، بل أيضًا بسبب التراجع الكبير في معنويات الجنود المنتظمين، والانخفاض المقلق في نسبة استجابة جنود الاحتياط للاستدعاءات، ما يُضعف قدرة الجيش على تنفيذ عمليات واسعة النطاق.
وسبق لنتنياهو أن استخدم حسابه الرسمي في منصة "X" لتوجيه انتقادات حادة لقادة المؤسسة الأمنية بعد أيام من بداية الحرب، وهو ما أثار عاصفة من الغضب في حينه، وقد تم لاحقًا حذف التغريدة، لكن تأثيرها ظل قائمًا، وتعتقد دوائر إعلامية أن يائير نتنياهو نجل رئيس وزراء الاحتلال كان من يقف وراء تلك التغريدة.
وأضافت الصحيفة أنه مؤخرًا، عاد نجل رئيس وزراء الاحتلال للهجوم عبر حسابه، واتهم رئيس الأركان بالتمرد، متجاهلًا أن والده هو من عينه في هذا المنصب، وعندما تم تذكيره بذلك، حمل المسؤولية لوزير الدفاع يسرائيل كاتس، رغم أن نتنياهو نفسه أكد سابقًا أنه اختار زامير شخصيًا لهذا المنصب.
وكشفت القناة الـ 13 الإسرائيلية، أن صدام عنيف وقع بين نتنياهو وزامير في اجتماع مغلق، حيث رفض زامير بشكل كامل أي مخططات لاحتلال غزة، بينما أصر نتنياهو على المخطط.
في ولايته الحالية، كسر نتنياهو العديد من الخطوط الحمراء، بدءًا من إقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، مرورًا بالتصعيد ضد المؤسسة القضائية، ووصولًا إلى تهديدات بضرب مواقع نووية إيرانية، ومع ذلك، فإن إقالة رئيس الأركان قد تشكل خطرًا استثنائيًا.
وأضافت أن رئيس الأركان لم يكن جزءًا من المسؤولية المباشرة عن فشل 7 أكتوبر، وإقالته بسبب معارضة خطط الحكومة قد تؤدي إلى زلزال وموجة تمرد داخل جيش الاحتلال، بما في ذلك موجة رفض أو استقالات، وربما تعيد إحياء حركات احتجاجية قديمة كانت تهدد نتنياهو.