الأربعاء 24 أبريل 2024 03:18 صـ 15 شوال 1445هـ
الوادي

رئيس مجلس الإدارة طارق نديم

رئيس التحرير محمود نفادي

  • جريدة الوادي
منوعات

متخصصون يجيبون.. هل تغير نمط العنف الأسري وأصبح أكثر بشاعة؟

الوادي

انتشرت أخبار الجرائم بصورة متزايدة في وسائل الإعلام المحلية، وربما العالمية أيضًا، وعند تتبع الجرائم الأخيرة التي وقعت فقط على المستوى المحلي في عام 2020، وهو عام استثنائي حيث ضرب العالم وباء كورونا؛ نجد بعض التغيرات في أسلوب ارتكاب العنف الأسري، ففي أكتوبر الماضي قتل ابن والدته بسكب الزيت المغلي عليها في حي الهرم، وفي نفس الشهر قتل أخ أخاه في منطقة العياط بتسديد 9 طعنات متكررة له بالسكين أمام أبويهما بعد شجار نشب بينهما بسبب عدم تسديد القتيل ثمن علب السجائر للأخ الأكبر وفق التحريات، وفي شهر سبتمبر الماضي قتل أخ أخاه المعاق، وفي مدينة طنطا أُلقي القبض على أب بسبب اتهامه باغتصاب ابنته 9 مرات، وهكذا من الأخبار المتداولة بشكل يومي.

• تعددت التفسيرات والعنف واحد

يذهب أصحاب مدخل علم النفس الاجتماعي إلى أن أعضاء المجتمع يتعلمون السلوك المتسم بالعنف بنفس الطريقة التي يتعلمون بها أي نمط آخر من السلوك، ويتفرع عن هذا المدخل عدد من النظريات الجتماعية التي تفسر بصورة منطقية سلوك العنف، ومنها:

نظرية "التعليم الاجتماعي" التي تهتم بتفسير سلوك العنف الأسري من خلال التقليد أو المحاكاة، والتي أسس لها البرت بندورا، في كتابه التعليم الصناعي من خلال المحاكاة، ويرى أن معظم السلوك متعلم ويعتمد على ملاحظة الآخرين، وحدد ثلاث مصادر رئيسية للسلوك العنيف، وهم الأسرة والثقافة الفرعية والاعتداء بنموذج رمزي.

وهو ما أكده الدكتور فتحى قناوى، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، فقال: "الجريمة تتطور بتطور الزمان، وكل فترة تختلف عن الأخرى وفق ظروف الإنسان نفسه، الجريمة أمر قديم موجود منذ أن وجد الإنسان، ولكن نحن نعمل على الحد من الجريمة، فالمجرم دائمًا يسبق بخطوة، هو يستغل التكنولوجيا والمتاح في التقليد، من لا يملك اليوم إنترنت ويستطيع مشاهدة ما يحلو له من مقاطع الفيديو العنيفة الواقعة في أي مكان في العالم، بالإضافة إلى تصدير العنف في أغلب وسائل الإعلام والألعاب الإلكترونية، لذلك تغير شكل الجريمة وأصبح أبشع".

وفي تفسير آخر نجد نظرية "الإحباط والعدوان" وهي أحد النظريات الشائعة في تفسير مشكلة العنف الأسري، ويركز أصاحبها على افتراض أساس العدوان ينتج دائمًا عن الإحباط، ويعرف الباحثون الإحباط أنه الإعاقة المتتابعة للسلوك، عدم قدرة الفرد على الوصول إلى شيء يريده، وهو نتيجة مباشرة لعدم العدالة والمساواة والفقر ونقص الفرص المتاحة داخل مجتمع ما.

وبتطبيق هاتين النظريتين يمكن اعتبارهما الأقرب لفهم السلوك الحالي، وذلك بسبب انتشار مقاطع الفيديو المنشورة من كافة أنحاء العالم وسهولة الوصول لها التي تروي قصص عن تعذيب أو عنف، ويمكن للأطفال والكبار التعرض لها، وبالتالي محاكاتها.

أما الشعور بالإحباط فله أسباب كثيرة؛ فنقص فرص العمل والبطالة لم تعد مشكلة ترتبط ببلد بعينها، فقد صرحت منظمة العمل الدولية في مارس الماضي أن قرابة 25 مليون وظيفة في العالم معرضة للضياع نتيجة تفشي فيروس كورونا.

وعلى المستوى المحلي، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أغسطس الماضي، ارتفاع معدل البطالة ليسجل 9.6% من إجمالي قوة العمل، مقابل 7.7% في الربع الأول من عام 2020، بارتفاع قدره 1.9%، و2.1% عن الربع المماثل من العام السابق.

كما أن أحد الأسباب الأساسية لارتفاع مفاهيم الإحباط لدى الأشخاص، هو التعرض لصدمات مجتمعية كبرى، فيخسر الإنسان الكثير من الحقوق والحريات ويلحقه الكثير من الأضرار المادية، وعلى الجانب المعنوي خاصة فقد يتعرض لما هو أكبر، حيث يفقد المعنى والقيمة الحياتية بسبب المعاناة، وهذا ما عبر عنه المتخصصون من علماء النفس بـ"الإحباط الوجودي"، ورغم أن هذه الحالة من فقدان المعنى غير حتمية في الصدمات المجتمعية، لكنها محتملة بدرجة كبيرة إذا كانت الصدمة شديدة بالحد الذي يجعل الشخص يخسر توازنه النفسي، وفق ما جاء في كتاب "الاكتئاب الوجودي والالتزامات النفسية ما بعد الربيع العربي".

• ناقوس الخطر يدق على أوتار التفكك الأسري

الخلافات الكثيرة والمشاكل المرتبطة بالدخل أو الضغوط الاقتصادية ربما لها دور رئيسي في زيادة مساحة عدم التفاهم بين أفراد الأسرة، ومن آخر الحوادث المرتبطة بذلك على سبيل المثال اكتشاف التحقيقات قتل أخ لأخيه المعاق بسبب عدم تحمله لظروفه واحتياجاته المختلفة.

ويقول دكتور حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الأطفال يواجهون متاعب كثيرة داخل الأسرة في ظل التغييرات التي يشهدها المجتمع في الوقت الحالي، مضيفا أن الأسرة تعاني معاناة كبيرة بسبب ظروف الواقع التي تظهر عندما يمر المجتمع بتحول بين وضعين في أعقاب الثورات حينها تحدث حالة من عدم استقرار في قيم المجتمع ذاته.

كما أكد زيادة تعقيد الحياة اليومية للفرد مع التطور الهائل للتكنولوجيا وأصبح المجتمع منفتح على العالم بأسره.

والتفكك الأسري أحد مفاهيمه أنه "فشل أحد الأعضاء الأسرة في القيام بواجبتهم نحو بعضهم البعض؛ ما يؤدي إلى ضعف العلاقات وحدوث التوترات بين الأفراد"، وفق ما ذكره الدكتور محسن خليل في كتابه علم اجتماع الأسرة.

وتعد أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو اختيار الشريك الخاطئ أو الإجبار على الزواج، أو عدم أهلية أحد الطرفين للزواج، على سبيل المثال في آخر الإحصاءات المنشورة عام 2018، ارتفعت حالات زواج القاصرات لتصل 118 ألف حالة سنويًا، تعادل نحو 40% من إجمالى حالات الزواج في مصر من بينهم 1200 مطلقة.

وتقول انتصار السعيد، محامية ومدير مركز حقوق المرأة لمناهضة العنف، إن كل حلقة في المجتمع تفرغ العنف على الحلقة الأضعف منها، فنجد الرجل يعنف زوجته، والأم تُعنف الأبناء، والأبناء يقومون بنفس الأفعال مع الحيوانات أو زملائهم الأضعف منهم، وهكذا يدور الجميع في دائرة مفرغة من العنف.

تحدثت السعيد، تحديدًا عن العنف الواقع على المرأة، قائلة إنه نتيجة لترسيخ النظرة الدونية لها في البيت أو المدرسة وغيرها، وعدم الاهتمام بحقوق المواطنة وقيم المساواة، ما زاد العنف بشكل حاد تجاه النساء بالتزامن مع تطور سمات العصر ومتغيراته الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة على الناس بشكل عام، ما جعل نمط العنف وأسلوبه أكثر حِدة وبشاعة.

العنف الأسري علم النفس العنف

مواقيت الصلاة

الأربعاء 03:18 صـ
15 شوال 1445 هـ24 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:45
الشروق 05:19
الظهر 11:53
العصر 15:29
المغرب 18:28
العشاء 19:50

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,494 شراء 2,505
عيار 22 بيع 2,286 شراء 2,296
عيار 21 بيع 2,182 شراء 2,192
عيار 18 بيع 1,870 شراء 1,879
الاونصة بيع 77,555 شراء 77,910
الجنيه الذهب بيع 17,456 شراء 17,536
الكيلو بيع 2,493,714 شراء 2,505,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى