رسائل السيسى من أكاديمية الشرطة.. الرئيس: حماية الوطن أشرف مهمة يقوم بها أى مصرى

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، أن حماية الوطن أشرف مهمة يقوم بها أى مصرى، مشيدًا بتضحيات قوات الجيش والشرطة فى حفظ الأمن بالبلاد، وطمأن الرئيس السيسى، المصرييين، قائلًا: «إن الدولة قوية».

وقال الرئيس السيسى، فى كلمة وجهها خلال جولته بأكاديمية الشرطة ولقائه الطلبة، «كان من المهم أن نأتى اليوم لنهنئكم بانتهاء فترة التدريب الأساسى»، مشددًا على أهمية التركيز والمسئولية والجدية من أجل إحداث التطور والتقدم الكبير فى الأداء.

كل عمل يتم بإخلاص وتفان تكون نتيجته جيدة وأمامنا الكثير حتى ينتهى المشوار

دعا الرئيس السيسى طلبة أكاديمية الشرطة إلى الوعى الدائم بكل الأحداث، «وألا يتركوا شيئًا دون وعى أو فهم»، متمنيًا لهم التوفيق فى مهمتهم فى حفظ الأمن والنظام. وأضاف الرئيس «إن كل عمل يتم بإخلاص وتفان؛ تكون نتيجته جيدة.. أمامنا الكثير حتى ينتهى المشوار لكن البداية موفقة جدًا.. وأتمنى لكم التوفيق واستمروا دائمًا فى التطوير من أدائكم بالتعلم والتدريب وفى كل شىء». وقال إن كل ما يتحصل عليه الطلاب فى أكاديمية الشرطة هدفه إحداث الفهم والجاهزية والقدرة على تأدية مهمة حماية الوطن، مؤكدًا أن «حماية بلدنا مصر هى أشرف مهمة يقوم بها أى مصرى، وأن حماية الوطن فى أى بلد فى العالم هى أشرف مهمة يقوم بها أى إنسان».

وتمنى السيسى، خلال جولته التوفيق والسلامة للطلاب خلال فترة دراستهم بالأكاديمية، قائلًا «سيكون هناك يوم آخر، نهنئكم فيه بتخرجكم فى الأكاديمية»، وحث الطلبة الجدد، على الحرص على أنفسهم خلال التدريبات.

وأعرب الرئيس عن شكره لطلاب وقيادة أكاديمية الشرطة ووزارة الداخلية، على الجهد الذى يقومون به.

وأدار الرئيس، خلال جولته، حديثًا وديًا مع عدد من الطلاب، حيث استمع إلى آرائهم.

وقال أحد الطلاب، من محافظة قنا، إنه التحق بالأكاديمية منذ ٨٣ يومًا، وإن الدراسة فى الأكاديمية جيدة وهو فى مرحلة إعداد للدراسات العليا فى التجارة الدولية، فيما قال طالب آخر «من محافظة المنيا» إن حلم حياته أن يلتقى الرئيس السيسى، وهو ما تحقق، وقال إنه التحق بالأكاديمية منذ ٨٣ يومًا، وهو يدرس فى القسم الخاص، كما التقى الرئيس طالبًا ثالثًا من محافظة القليوبية، بكالوريوس علوم زراعية، متخصصًا فى الإنتاج الحيوانى، وطالبًا آخر من محافظة بنى سويف، ليسانس حقوق ويدرس تجارة دولية. وعقب ذلك، تفقد الرئيس السيسى، ميادين التدريب والإعداد البدنى فى الأكاديمية، وتابع الطلبة والطالبات أثناء أدائهم تدريبات اللياقة البدنية المتنوعة واجتياز بعض الموانع، التى أظهروا خلالها المستوى المتميز الذى وصلوا إليه بدنيًا ومهاريًا، وهى ميادين على أعلى مستوى تهدف لرفع الكفاءة والقوة البدنية وقوة التحمل للطلبة والطالبات.

ثم التقى الرئيس مجموعة من طالبات أكاديمية الشرطة، حيث أكدن أن الأكاديمية تهتم دائمًا بتعليم الطالبات، والاستماع إلى آرائهن.

وتساءل السيسى عن حلم الطالبات فى الأكاديمية، حيث قالت إحداهن إن حلمها هو الالتحاق بالأكاديمية، لا سيما أنها حريصة على تطوير نفسها دائمًا.. فيما رد الرئيس قائلًا: «لا تتوقفن عن الحديث، والتعبير عن آرائكن لكن بشكل (موزون) مستند إلى المعرفة والحقائق النابعة من القراءة؛ لكى يكون ذلك الحديث موضوعيًا».

وحول مراكز الإصلاح والتأهيل، سأل السيسى إحدى الطالبات- وهى الملازم أول نورهان نايل- عن عدد المراكز الموجودة بمصر، حيث قالت إن عددها كان قليلًا جدًا واليوم أصبح هناك تطوير كبير فى هذه المراكز، كما تم بناء العديد من مراكز الإصلاح فى أكثر من مكان، فضلًا عن تطوير الإمكانات داخلها لتأهيل النزيل؛ ليصبح شخصًا نافعًا للمجتمع.

وعقّب الرئيس ، قائلًا: «ذلك كلام صحيح، حيث إن فلسفة هذه المراكز، قائمة على إننا عندما نخطئ فإن هذا لا يعنى بالضرورة الوصول لنهاية المطاف؛ لأننا بشر قد نخطئ، وبالتالى تم تطوير فلسفة العقاب التى كانت موجودة، لأننا لا نريد معاقبة الإنسان بقدر ما نريد إصلاحه وإدخاله مركز الإصلاح لحماية المجتمع منه ومن نفسه»، منوهًا بأنه تم إعداد برامج خاصة لتطوير النزلاء وتحسين أدائهم ومحاولة تغييرهم.

مررنا بأيام صعبة جدًا خلال السنوات الماضية.. وربنا هونها علينا

تحدث الرئيس عن تطوير مراكز الإصلاح والتأهيل، قائلًا: إنه كان أمامه خياران بأن يقوم بإصلاح المراكز الموجودة بالفعل، وأن يدخل عملية إصلاح وتطوير على الواقع الموجود، داعيًا الطالبات فى الوقت ذاته، بأن يفكرن جيدًا ولا يتركن الأمور على حالها، مؤكدًا أن الذى يفكر يستطيع الوصول- بفضل الله تعالى- ما دام هناك إخلاص وهدف للبناء والإصلاح، وبالتالى يوفقه الله- تعالى- لفكرة جيدة.

وفيما يتعلق بتطوير المناطق الخطرة، أشار الرئيس السيسى إلى «من كان ينام فى الشوارع»، حيث كان هناك مساران إزاء هذا الوضع، الأول بأن يقوم بتحسين حالهم أو يتم إعداد مكان جديد لهم، «وأنا اخترت الأمر الثانى والأكثر تكلفة، وقد يكون الأكثر جدارة؛ لأننى أريد بناء شخصية مختلفة، وعمل إصلاح حقيقى للإنسان، فقررنا إنشاء مراكز الإصلاح والتأهيل. وأكد الرئيس، أنه حرص على تغيير الصورة الذهنية الموجودة داخل المجتمع من خلال تغيير اسم السجون إلى مراكز الإصلاح والتأهيل، وكذلك على تنفيذ برامج مختلفة تمامًا داخل هذه المراكز، من حيث «مبيت النزلاء والتغذية وطريقة التعامل معهم»، كما تم تحييد العمل البشرى. وحث السيسى، الطالبات على ضرورة النظر للأمور بشكل موضوعى، وتجنب النظرة السلبية التى تركز على الانتقاد من أجل الانتقاد؛ من أجل المزيد من التطوير؛ ما يتيح فى النهاية إمكانية إضافة فكرة ومعنى جديدين لأى موضوع.

وأكد أن الدولة تهدف دائمًا من وراء أى عمل إلى التحرك والتقدم نحو الأمام، حيث إن التطوير لا يرتبط بمرحلة واحدة وينتهى، لكنه يحتاج دائمًا لتقييم العمل وتحسينه؛ من أجل الوصول لأحسن صورة.

عقب ذلك، تفقد الرئيس السيسى، تدريب طلاب أكاديمية الشرطة على التعامل والسيطرة مع وجود الموانع المائية، وتلا ذلك زيارة لنادى الفروسية، حيث استمع إلى شرح تفصيلى لأنواع الخيول العربية الأصيلة التابعة لخيالة الأكاديمية.

وفى نهاية الجولة، حرص السيسى، على التقاء أهالى الطلبة والطلبات المستجدين؛ لتهنئتهم بالتحاق أبنائهم بأكاديمية الشرطة، وأيضًا بحلول شهر رمضان المبارك. وقال: «كل عام وأنتم بخير، أرحب بكم فى البداية وسعيد أن ألتقى بكم، وأوجه لكم الشكر أنكم شجعتم أبناءكم على الالتحاق بالأكاديمية، وأكيد فى خلال ٣ شهور لمستم مدى التغيير الكبير الذى لحق بأبنائكم الطلبة». وأعرب عن شكره لأسر الطلبة، قائلًا: «الذى حفظ مصر وسيحفظها هو الله سبحانه وتعالى، وأنتم الشعب المصرى والأسر التى تربى أولادها وتقدمهم لمصر.. تحيا مصر.. اطمئنوا على أولادكم، واطمئنوا على الحال عامة، نحن بخير.. لا تخافوا ولا تقلقوا من أى شىء، نحن مررنا بأيام صعبة جدًا خلال السنوات الماضية، والله- سبحانه وتعالى- هونها علينا، ووفقنا بفضله وبتضحيات الشباب والجيش والشرطة، وأصبحت مصر اليوم فى مكان آخر.. كل عام وأنتم بخير».