العالم ينقلب على إسرائيل.. الاعتراف بالدولة الفلسطينية يغير قواعد اللعب بالمنطقة

أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه في مؤتمر دولي غير مسبوق انعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أعلنت فرنسا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين لتنضم بذلك إلى موجة من الاعترافات الدولية المتسارعة.

وجاء هذا الإعلان في افتتاح المؤتمر حول حل الدولتين، حيث أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستفتتح سفارة في الأراضي الفلسطينية بعد الإفراج عن جميع المحتجزين.

وأكد أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب والذبح المستمر في غزة والبدء بخطوات ملموسة لتحقيق السلام.

وانضمت إلى فرنسا خمس دول أوروبية هي بلجيكا ولوكسمبورغ وموناكو ومالطا وأندورا، إذ أعلنت جميعها اعترافها الرسمي بدولة فلسطين.

وبحسب الصحيفة فقد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على إعلانٍ بادرت به فرنسا والمملكة العربية السعودية، يدعو إلى "التطبيق السريع" لحل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.

حظي الاقتراح بتأييد 142 دولة، وعارضته 10دول، من بينها الولايات المتحدة، وامتنعت 12 دولة عن التصويت، ومن بين جميع الدول الأوروبية، كانت المجر الدولة الوحيدة التي عارضت الاقتراح، بينما امتنعت جمهورية التشيك عن التصويت، أما بقية الدول الأوروبية فقد أيدته.

انقلاب العالم على إسرائيل والاعتراف بالدولة الفلسطينية

في حين أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال قبل يومين اعترافها بدولة فلسطين، بينما أبدت دول مثل هولندا والدنمارك واليابان استعدادها لخطوات مشابهة وفق شروط تتعلق بالعملية السياسية والإصلاحات الفلسطينية.

وشارك في المؤتمر أيضًا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي وصف ما يجري في غزة بأنه مجزرة غير مسبوقة واتهم حكومة نتنياهو بمحاولة إفشال إقامة الدولة الفلسطينية وإجبار الفلسطينيين على الهجرة، مؤكدًا أن الاعترافات الدولية بدولة فلسطين تمثل خطوة تاريخية. كذلك تحدث رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مشددًا على أن أمن إسرائيل لن يتحقق بالقوة العسكرية أو بفرض الأمر الواقع، مؤكدًا استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة بعد وقف إطلاق النار ورفضها أي محاولة لتهجير الفلسطينيين.

وقال مدبولي: "لن يتحقق الأمن في إسرائيل بالقوة العسكرية أو فرض حقائق على الأرض. حل الدولتين هو ضمان الأمن".

وأوضح أن مصر تؤمن بإمكانية تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وترفض أي محاولة لطرد الفلسطينيين.

وتابع: "بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار، ستستضيف مصر مؤتمرًا لإعادة إعمار غزة، أدعو جميع الشركاء والمجتمع الدولي إلى المساهمة في إعادة الإعمار".

وعبر رؤساء حكومات دول أخرى عن مواقف مشابهة؛ فرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وصف العمليات الإسرائيلية في غزة بأنها إبادة جماعية، فيما قال رئيس وزراء كندا مارك كارني إن حكومته تقر بدولة فلسطين لتعزيز أصوات الساعين إلى السلام ونهاية حماس وليس لإضفاء شرعية على الإرهاب.

في المقابل، رفض السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون ما اعتبره احتفالًا سياسيًا بينما لا يزال المحتجزون في قبضة حماس، واعتبر أن هذه الاعترافات تمنح حماس شرعية سياسية وتشكل مسرحًا خطيرًا يكرم الإرهاب بدلًا من الضغط للإفراج عن المحتجزين.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن هذا التحول الدبلوماسي يأتي بعد أن صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوعين بأغلبية ساحقة لصالح مبادرة فرنسية سعودية تدعو إلى تطبيق سريع لحل الدولتين وتشمل إنهاء الحرب، الإفراج عن المحتجزين، انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، تسليم سلاح حماس للسلطة الفلسطينية، نشر قوة استقرار دولية في الدولة الفلسطينية المستقبلية، وإجراء إصلاحات وانتخابات ديمقراطية بدون مشاركة حماس، إضافة إلى نقل ولاية الأونروا إلى السلطة الفلسطينية لمعالجة قضية اللاجئين بشكل عادل.

حصلت المبادرة على دعم 142 دولة مقابل اعتراض عشر دول بينها الولايات المتحدة وامتناع 12 دولة، وكانت المجر الدولة الأوروبية الوحيدة التي صوتت ضدها.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن الساحة الدولية تعيد صياغة قواعد اللعبة في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فمع اتساع الاعترافات بدولة فلسطين، تزايد الضغوط على إسرائيل، وإبراز فرص جديدة وربما أخيرة لإنجاز تسوية سياسية قائمة على حل الدولتين.