سفير ألمانيا بالقاهرة يثمن الدور المصري في التعامل مع الوضع بغزة

ثمن سفير ألمانيا بالقاهرة، يورجن شولتس، الدور المصري البارز في التعامل مع الوضع في قطاع غزة، خاصة جهودها للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، فضلاً عن تقديمها خطة إعادة الإعمار التي حظيت بدعم من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، معتبرًا إياها الأساس لمفاوضات وقف إطلاق النار.

وأضاف السفير - في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر السفارة الألمانية بالقاهرة - أن الموقف الألماني شهد تطورًا في الفترة الأخيرة مع تولي الحكومة الألمانية الجديدة في مايو، حيث وصف القضية الفلسطينية بأنها "معقدة"، مؤكدًا أن برلين لها علاقات مع إسرائيل، لكن هذا لا يعني تأييد كل ما تفعله الحكومة الإسرائيلية.

وقال إن الحكومة الألمانية تنتقد الأفعال الإسرائيلية، لاسيما الوضع الإنساني الكارثي في غزة الذي وصفه بأنه "كابوس إنساني"، مؤكدًا أن برلين تدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وترى أن حل الدولتين يعد أساسًا للتفاوض. كما أشار إلى أن بلاده قدمت مساعدات للسلطة الفلسطينية وقدمت المشورة في مجالات عديدة.

وأشار السفير إلى أن ألمانيا قدمت مساعدات إنسانية تقدر بـ 300 مليون يورو، وأوضح أنه شارك بنفسه في استقبال طائرات ألمانية تحمل المساعدات في مطار العريش. كما أكد أن برلين ترى أن "حل الدولتين" هو الحل الأمثل، بحيث تعيش الدولة الفلسطينية جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل في سلام. وأضاف أن ألمانيا تسعى لتحقيق هذا الحل بالطرق الدبلوماسية وغير الدبلوماسية.

وعن اعتراف بعض الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، قال السفير إن برلين تحترم قرار بعض الدول الأوروبية في هذا الشأن، لكنها تنوي الاعتراف بالدولة الفلسطينية في نهاية المفاوضات.

وأكد السفير أن وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، على تواصل مستمر مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، وكذلك يجري اتصالات مستمرة مع وزير خارجية إسرائيل من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة. موضحًا أن التعامل مع الحكومة الإسرائيلية الحالية ليس بالأمر السهل، لكن برلين تسعى للتوصل إلى حل.

وأضاف أن الأمم المتحدة شهدت اجتماعًا شارك فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والدول العربية لمناقشة الخطة الأمريكية الجديدة التي تعتمد على الخطط السابقة، معربًا عن تفاؤله بقدرة المجتمع الدولي على التوصل إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.

وعن توصيف ما يحدث في غزة، قال السفير الألماني: "لا يمكن وصف ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية، لأن ذلك يتطلب قرارًا قضائيًا يوصف هذه الحالة"، مشددًا على أن ما يحدث في غزة هو مأساة إنسانية لا توجد كلمات توصف الوضع بشكل دقيق.

وفيما يتعلق بهجرة الفلسطينيين، أكد السفير رفض ألمانيا التام لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ليس خوفًا من الهجرة غير الشرعية، بل من حيث المبدأ، مشيرًا إلى أن الموقف الألماني نابع من خبرات تاريخية وتقييم للوضع الحالي. وأضاف أن هناك اختلافات في الداخل الألماني، حيث يطالب البعض باتخاذ المزيد من الخطوات تجاه إسرائيل، بينما يعارض آخرون هذه التحركات ويرغبون في تقديم المزيد من الدعم لإسرائيل.

وأوضح السفير أن ألمانيا تربطها علاقات خاصة مع إسرائيل، وهي تحاول استغلال هذه العلاقات للضغط من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية.

وفيما يتعلق بإيران وآلية الزناد، قال السفير إنه تم اتخاذ القرار بإعادة فرض العقوبات على إيران، والتي تشمل وقف تصدير الأسلحة والمكونات النووية. وأشار إلى أن برلين تقدمت بعدة مقترحات للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، لكن الرد جاء متأخرًا، مما أدى إلى تفعيل آلية الزناد. وأعرب عن أمله في عدم اندلاع حرب جديدة مع إيران، داعيًا الجانب الإيراني إلى الانفتاح على الحوار والتعاون من أجل الاستقرار والسلام في المنطقة.

وفيما يتعلق بالأمم المتحدة، قال السفير إن برلين ترى أهمية إجراء إصلاحات في الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها، ولكن ليس من الواضح كيفية ذلك أو كيفية التعامل مع حق النقض الذي تستخدمه بعض الدول في مجلس الأمن. وأشار إلى عقد مؤتمر تحت شعار "الأمم المتحدة 80"، الذي يجب أن يحدد خطوات ملموسة في هذا الشأن وليس مجرد تصريحات نظرية.