م.محمد عبدالظاهر يكتب: الحوار الوطني .. كلاكيت تاني مره

عاد الينا الحوار الوطني من جديد بعد غياب عام كامل في محاولة لمتصاص حالات الاستياء الشديد من سوء حالة الاقتصاد وارتفاع اسعار الطعام والخدمات والمرافق بشكل غير مسبوق وهو ما تسبب في عدم قدرة المواطنين علي تدبير امورهم الحياتية وعدم قدرة الدولة علي الوفاء بالتزاماتها وتوفير الدولار اللازم لاستيراد ما نحتاج اليه وتعثرت في سداد ديونها الخارجية حتي اصبحت تبحث كل يوم عن بدائل جديده للخروج من ازمتها الاقتصادية الضاغطة والمرتبكة
فعاد الينا مؤتمر الحوار الوطني مرة اخري كامر واقع وطوق نجاة وامل للكثير من المواطنين والمسؤلين في حل للازمة وخلق مستقبل افضل ، وعلينا الان جميعا ان نتمني للمؤتمر والقائمين عليه كل النجاح والتوفيق لعلا وعسي يقضي الله امرا كان مقضيا وينجح الحوار في تحقيق ما نتمناه جميعا لبلادنا
ومع اول يوم للمؤتمر ظهرت اراء كثيرة مختلفة تتحدث عن مدي قدرة القائمين علي الموتمر وعلي راسهم منسق الحور الوطني الصحفي والاعلامي ضياء رشوان في تحقيق ما نتمناه لمصر بعد ان مر عام دون نتائج ملموسة تطمئننا جميعا ، واعتبر البعض انهم يتعاملون مع المؤتمر وكانه مؤتمر حزبي من مؤتمرات الحزب الوطني ولم يراعوا ان المؤتمر يتم في ظروف اقتصادية وسياسية في غاية الصعوبة تحتاج الي حكمة ورؤيا شاملة واستراتيجية سريعة وحلول اقتصادية للخروج من الدوامة
ويري البعض الاخر ان جلسات المؤتمر ونقاشاته اثبتت اننا احوج ما نكون الي شخصية سياسية واقتصادية بارزه من المشهود لهم بالكفاءة او اساتذة الجامعات المتميزين علميا والبارزين سياسيا او الاثنين معا لكي يكون قادر علي ادارة المؤتمر واختيار المشاركين والحضور بعناية تتناسب مع قدرة علمائنا وخبرائنا ويستطيع بقدرته العلمية والسياسية ان يسيطر علي مجريات الاحداث واختيار نوعية الموضوعات المطروحة طبقا لاولويات المرحله دون مجاملة لاحد بدل من الفضفضة الشخصية للمتحدثين مع احترامي لهم جميعا ولكل ما طرحوه
وقد كان اكثر ما لفت نظر الكثيرين وانا منهم ان الاولويات بعيده عن الاحتياجات والواقع الفعلي وان التوصيات قبل ان تصدر سوف تصطدم بواقع مر غير جاهز لتنفيذها .. فقد اصبح جليا للجميع مثلا ان الادارة المحلية رغم اهميتها التي لا يعلمها الكثيرين للاسف تاتي علي الهامش مع ان المحليات هي المسئول الاول عن كل ما يحتاجه الوطن والمواطنين حاليا وهي الحاضنة لكل قرارات الاصلاح المطلوبة وهي التي تحافظ علي الانجازات التي تتم في كل مكان وبدون اصلاحها يختل ميزان الوطن ويزيد الفساد والتعقيدات المحلية ولا يشعر المواطن المصري او المستثمر الاجنبي او المحلي باي اصلاح وكلنا يعلم ان فساد المحليات هو السبب الاول والاساسي في هروب المستثمرين الي الاستثمار في الدول الاخري فلن تستطيع هيئة الاستثمار مثلا ان تحل مشاكل المستثمرين في 27 محافظة بقطاعتها المحلية المختلفه التي يتعامل معهم المستثمرين في ظل اللامركزية الغائبة والمطلوب الالتزام بها لتسهيل الاستثمار ، كما يتعذب المواطنين كل يوم بفساد المحليات دون رقابة شعبية ويتحمل كل ذلك الحكومة المركزية فتنشغل بها عن مسئولياتها الاهم
فالادارة المحلية لمن لا يعلم هي المسئولة عن تنفيذ اي توصيات تخص اصلاح التعليم والصحة والتموين وشكل العمران في المحافظات ومسئولة ايضا عن تشجيع الاستثمار ونشر الصناعات الصغيرة وعمل تنمية اقتصادية محلية تساعد في زيادة الناتج المحلي الاجمالي وتحسين جودة الحياة وتوفير فرص عمل وتقديم خدمات افضل للمواطنين وغير ذلك من الامور التي تهم المواطنين لكن لا احد يهتم رغم ان الجميع يعلم انه لا اصلاح بدون اصلاح الادارة المحلية اولا .. وفق الله الرئيس وسدد خطاه في اصلاح ما افسده الاخرون من اجل ان تظل مصر فوق الجميع
ودون ان اطيل عليكم .. لازم ننتبه
م/محمد عبدالظاهر
محافظ القليوبية والإسكندرية الأسبق والأمين العام للإدارة المحلية السابق