كواليس المفاوضات.. ضغوط أمريكية على إسرائيل لوقف حرب غزة ورسائل سرية لنتنياهو

في الوقت الذي يستكمل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته إلى دول الخليج العربي وبالتحديد في قطر، تواصل البعثة الإسرائيلية، اجتماعاتها في قطر بإشراف مباشر من نائب رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" وبمرافقة المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وآدم بوهلر، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن المحادثات متعثرة ولا تحقق أي اختراق ملموس.

وبسبب هذا الجمود، كشف مسئولون عن أن ويتكوف أجرى عدة اتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في محاولة لإقناعه بتوسيع صلاحيات وفد التفاوض الإسرائيلي. هذه الصلاحيات المحدودة، بحسب المصادر، تعيق التقدم في المحادثات التي ترعاها قطر.

كواليس الضغوط الأمريكية على إسرائيل لوقف حرب غزة

وأضافت الصحيفة أنه من الجانب الإسرائيلي، لا تزال الحكومة متمسكة بما بات يُعرف بـ "مقترح ويتكوف"، والذي ينص على عدم إنهاء الحرب على غزة إلا بعد الإفراج الكامل عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، مع مطالبة حماس بالاستسلام، بما في ذلك نزع سلاحها ونفي قادتها.

وفي المقابل، يقوم المبعوث الأمريكي بدراسة مقترحات أخرى تتضمن إمكانية إطلاق المحتجزين الإسرائيليين على مراحل، في محاولة لتمهيد الطريق نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأفادت مصادر خاصة بأن ويتكوف التقى خلال زيارته مسئولين قطريين وأفرادًا من عائلات الأسرى الإسرائيليين.

واستمرت هذه الاجتماعات قرابة ساعتين ونصف الساعة، ومن المنتظر أن يعقد نتنياهو قريبًا جلسة مشاورات أمنية بمشاركة عدد من الوزراء وكبار مسئولي الأجهزة الأمنية لمناقشة آخر التطورات في محادثات الدوحة.

وفي تصريحات أدلى بها قبل وصوله إلى قطر، قال ترامب إن جهود بلاده كانت حاسمة في الحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين، مضيفًا: "لولا تدخلنا، لكان جميعهم قد ماتوا على الأرجح".

ونفى ترامب أن تكون زيارته الحالية للشرق الأوسط تنطوي على تهميش لإسرائيل، قائلًا إن زيارته "جيدة جدًا لإسرائيل".

ورغم استمرار المحادثات في الدوحة، إلا أنها لا تُصنف حاليًا على أنها "محادثات تقارب"، حيث لا يجتمع وفدا حماس وإسرائيل في نفس المبنى.

ويتنقل الوسطاء بين الطرفين لنقل الرسائل والمقترحات، وفي مراحل سابقة من التفاوض، عندما كانت اللقاءات تُدار بصيغة "محادثات تقارب"، كان الطرفان يتواجدان في نفس البناية، وكان الجانب القطري يتنقل بين طوابقها لتسريع وتيرة التفاوض، ما أضفى فعالية أكبر على العملية التفاوضية.

في صلب الخلاف بين الجانبين تبرز مسألة جوهرية تتعلق بإمكانية عقد صفقة لا تتضمن شرط إنهاء الحرب.

وأشارت مصادر إلى أن حاجة المبعوث الأمريكي إلى التحدث مباشرة مع نتنياهو من الدوحة، تدل على أن التقدم في المفاوضات يتطلب موافقة شخصية ومباشرة من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي.

كما ألمحت المصادر إلى أن غياب تفويض واسع لدى الوفد الإسرائيلي ربما يكون من بين الأسباب الرئيسية التي تعرقل التقدم في المفاوضات.

رسائل سرية لنتنياهو

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن ويتكوف، من جهته، يواصل الضغط على إسرائيل من أجل مواصلة المفاوضات على أساس مقترحه.

وقد استجابت تل أبيب للضغط الأمريكي بإرسال وفدها إلى الدوحة، إلا أن نتنياهو شدد في المقابل على أن التفاوض سيُدار "تحت النار"، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، بل إن إسرائيل تُهدد بتوسيع عمليتها العسكرية عقب مغادرة ترامب الشرق الأوسط في نهاية الأسبوع الحالي.

وتؤكد مصادر أمريكية أن الرسالة التي يحملها ويتكوف واضحة وصريحة، وهي أن الولايات المتحدة لا تنوي "منح نتنياهو مهلة مفتوحة"، وتُصر على التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.

وأوضحت هذه المصادر أن مستشاري ترامب يرون أن إطلاق سراح المحتجز الإسرائيلي عِيدان ألكسندر والزيارة الحالية للرئيس إلى السعودية تفتحان نافذة سياسية يجب استغلالها لدفع نتنياهو إلى الزاوية وإجباره على المضي في صفقة لتحرير المحتجزين ووقف الحرب.