النائب حازم الجندي يكتب: ادعموا حقوق مصر المائية

بعد انتشار السوشيال ميديا والتي لم تعد عالما افتراضيا، ساهمت بشكل كبير في حدوث تحولات جمة ليست في مصر فقط، بل الكثير من دول العالم وخاصة في بلادنا العربية، وحسب الكثير من الدراسات المهتمة بهذا العالم الافتراضي الذي لا يظل يحوي في جعبته الكثير من الأسرار، فقد وجد أن ٩٠% من الاستخدام العربي للسوشيال ميديا بغرض المحادثات والتعارف، وليست صناعة المحتوى.

للأسف السوشيال ميديا لازالت أبعد في مجتمعاتنا عن استخداماتها الصحيحة والتي نرى لها كثير من الإيجابيات لدى الشعوب المتقدمة، ولكن كيف يكون الاستخدام الصحيح؟، وهنا يجب الحديث عن الدور الشعبي الواجب القيام به لكيفية الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في زيادة الوعي، وعرض وتوضيح الرؤى والمساندة الحقيقية للوطن في كافة القضايا التي يخوضها.

من خلال قراءة المشاهد المتكررة في تعامل المواطنين مع القضايا والتحديات الهامة التي تواجهها الدولة، سنجد أن هناك عدم وعي بأهمية الدور الشعبي في دعم تلك القضايا الشائكة، وعلى سبيل المثال وليس الحصر قضية السد الاثيوبي، وهي القضية التي تمثل تهديداً حقيقياً لوجود 100 مليون مصري .

من المؤكد أن الشعب المصري وجميعا يثق في قيادته السياسية وطريقته لادارة الأزمة، ولكن أين هو الدور الشعبي الذي يبعث برسالة إلى إثيوبيا والعالم أجمع بأن قضية السد في مصر لا تقبل التنازلات، أو المساومات. لا تقبل المراوغة، ولا تقبل المماطلة ، وأن الشعب بأكمله يجتمع على قلب رجل واحد خلف الرئيس والزعيم عبد الفتاح السيسي وأنها قضية الـ 100 مليون، وليست قضية الرئيس والحكومة فقط.

ومن هنا وفي إطار دوري كمواطن مصري قبل أن أكون عضوا بمجلس الشيوخ، أطلقت منذ أيام قليلة، هاشتاج عالمى بعنوان "#ادعموا_حقوق_مصر_المائية" وذلك لمواجهة التعنت الأثيوبي بشأن مفاوضات ملف السد، وقد تم ترجمته إلى ٦ لغات أجنبية بمثابة دعوة لجموع المصريين في الداخل والخارج للتفاعل مع تلك القضية ومساندة وطنهم في توضيح مخاطر السد الأثيوبي على الدولة المصرية، وكشف التعنت الاثيوبي أمام الرأى العام العالمي.

لا يخفي على أحد التعنت الإثيوبية في فرض سياسة الأمر الواقع،و في استمرار الإجراءات الأحادية من جانبها وصولا إلى اقتراب بدء المرحلة الثانية من ملئ السد دون أي مراعاة للمصالح المائية لدولتي المصب" مصر والسودان" منتهكة كافة الإتفاقيات والأعراف القانونية .

ومن المؤكد أن تشهد الأيام المقبلة استخدام منصات التواصل الاجتماعي، بث مزيد من الشائعات التي من شأنها محاولة إبطاء وتعطيل الجهود التي تقوم بها مصر في تصحيح المسار بقضية السد الاثيوبي، وهنا يجب توعية المواطن بكيفية التعامل مع تلك الشائعات، خاصة وأن السوشيال ميديا من الممكن أن تكون المطب والفخ الذي يبطيء طريق الدولة واستراتيجيتها نحو التنمية والاصلاح، كما أنها ذات الألة التي طالما استهدفها أعداء مصر في نشر الأكاذيب والافتراءات، ولذا علينا أن ننتبه جيداً لذلك ولا تلتفت لأيا من تلك الأكاذيب ، ومحاربة تلك الشائعات بالتوضيح الدائم والانتباه الدائم لكافة تلك المحاولات.