الثلاثاء 5 أغسطس 2025 11:42 مـ 10 صفر 1447هـ
الوادي

رئيس مجلس الإدارة طارق نديم

رئيس التحرير محمود نفادي

  • جريدة الوادي
تحقيقات

العنف ضد الحيوانات في مصر... ناقوس خطر يهدد المجتمع

العنف ضد كلاب الشارع
العنف ضد كلاب الشارع

تحقيق : هبة مصطفى

انتشرت ظاهرة العنف في الشارع المصري بشكل يثير النقاش بين الأفراد، وبصورة لم نرها إلا في دراما المسلسلات، لكنها أصبحت الآن واقعا مؤلما في جميع المجتمعات. وامتد هذا العنف ليطال الحيوانات بشكل مرعب، حيث أصبحوا ضحايا أبرياء لا يملكون سلاحا ولا أعلنوا حربا، فجريمتهم الوحيدة أنهم يتشاركون الحياة مع الإنسان، الذي يعذبهم ليظهر وحشيته وتطرفه وكراهيته، مبتعدا عن الرحمة الإنسانية التي أكدت عليها جميع الأديان السماوية.

الشريعة الإسلامية لم تقتصر على الإنسان فقط، بل شملت الحيوان أيضا، ولكل منهم خصائصه ومشاعره، كما قال الله تعالى: (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم). وقد أولت الشريعة اهتماما كبيرا بالحيوان، ودعت للرفق به ونهت عن تعذيبه أو إيذائه أو التحريش بين البهائم، كما نصت المادة (45) من الدستور المصري على الرفق بالحيوان ومنع تعذيبه وقتله والتحرش به. وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إيذاء الحيوانات بقوله: "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض".

في هذا التحقيق سنناقش أسباب العنف ضد الحيوانات وكيفية الحد منه من خلال آراء المتخصصين، ونأمل أن يساهم ذلك في زيادة الوعي وتعزيز ثقافة الرفق، مع اتخاذ إجراءات فعالة من الدولة ومجلس الشعب لتفعيل قانون حماية الحيوان وتغليظ العقوبات، فالعنف ضد الحيوانات ناقوس خطر يهدد المجتمع كله.
في البداية، أكد الصحفي والإعلامي جابر القرموطي أن ثقافة العنف انتشرت بين الأشخاص، وأصبحت الجرائم التي كنا نشاهدها فقط في الدراما واقعًا يوميًا، خاصة فيما يتعلق بالعنف ضد الحيوانات. وأوضح أنه لو تم توثيق وتصوير جميع جرائم العنف ضد الحيوانات لظهرت كارثة حقيقية من القتل والتعذيب، حيث يوجد بالفعل ثقافة عنف واضحة في مصر تجاه الحيوان. وأشار إلى ظاهرة استقطاب الأطفال والمراهقين عبر مواقع مثل "الدرك ويب" لصناعة فيديوهات تعذيب وقتل الحيوانات مقابل المال وتحقيق نسب مشاهدة عالية، ورغم القبض على بعضهم إلا أن العقوبة لا تتجاوز غرامة 200 جنيه، مما يستدعي تفعيل قانون خاص بالحيوانات وتغليظ العقوبات، داعيًا إلى جعل قضية العنف ضد الحيوان قضية رأي عام وإقامة حوار وطني حول "العدالة الحيوانية".

كما أبدى صدمته من بلاغات عن تحرش أو اعتداء أطفال أو مراهقين جنسيًا على الكلاب، معتبرًا ذلك كارثة أخلاقية تستوجب مناقشة هذه الجرائم وتغليظ العقوبات، وسن قوانين جديدة تتناسب مع الواقع الحالي.

من جانبها، أوضحت د. سامية قدري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن زيادة العنف في المجتمع ارتبطت بانتشار وسائل الاتصال الحديثة، وانفتاح المجتمعات على بعضها، وانتشار خطاب الكراهية والتنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأكدت أن الضغوط النفسية على البشر تدفعهم لممارسة أشكال مختلفة من العنف، ويكون الحيوان هو الضحية الأضعف، خاصة مع تراجع الرحمة الإنسانية والبعد عن القيم الدينية.

وشددت على خطورة مواقع مثل "الدرك ويب" التي تستقطب الأطفال والمراهقين لممارسة العنف من أجل المال، مؤكدة أن الحل يبدأ من الأسرة والتوعية بخطورة هذه الممارسات، لحماية الأطفال من الانحراف.

أوضحت سناء الحكيم عضو فى جمعية كارت
انتشر تسميم الكلاب والقطط بين المواطنين نتيجة الكراهية والجهل وضعف الوعي، إذ يعتقد البعض أن حيوانات الشارع بلا فائدة، متجاهلين دورها البيئي الهام في مكافحة القوارض والحشرات، وهو ما لن يدركه المجتمع إلا بعد اختفاء هذه الحيوانات وظهور الزواحف والحشرات بكثافة في مصر. هذه الثقافة السلبية متجذرة منذ عقود، ويزيدها غياب التوعية الحكومية، ولا يوجد حل سوى نشر الوعي وتصحيح طرق التعامل مع الحيوانات.

أما عنف الأطفال وتحرشهم بالحيوانات، فيرجع إلى تعليمات الأهل وثقافتهم الخاطئة، حيث يدفع الخوف أو الكره الأطفال لممارسة العنف ضد الحيوان، بالإضافة إلى وجود أطفال يعانون من انحراف سلوكي وغياب التربية السليمة، وشباب يتعاطون المخدرات فيفقدون السيطرة على تصرفاتهم ويصبحون خطرًا على المجتمع.

وتوكد أن مواجهة هذه الظواهر تتطلب تكاتف المجتمع المدني مع جميع أجهزة الدولة، من إعلام ومساجد وكنائس، مع ضرورة تعديل القوانين ورفع سقف العقوبات، لأن المجتمع المدني وحده لا يستطيع الوصول إلى كل بيت. ويقترح البعض فرض غرامة فورية لا تقل عن 50 ألف جنيه أو السجن لمدة عام، والإعلان عن ذلك في كل وسائل الإعلام، كخطوة رادعة لوقف هذه الجرائم، مع التأكيد على أهمية تصدي الدولة لتعذيب الحيوانات بشكل حاسم.

قانون الحيوانات في مصر لا يزال قاصرًا، إذ يركز فقط على الحيوانات المفترسة والمملوكة، بينما يكتفي ببند قصير عن الحيوانات الحرة، ويتركها تحت إشراف المنظمات العالمية دون حماية حقيقية. هذا التقصير القانوني لا يمنع العنف أو يردع المجرمين، ما أدى لانتقادات دولية وتهديد السياحة وسمعة مصر الحضارية.

أسباب تسميم الكلاب والقطط تعود إلى الجهل والكراهية، وغياب الوعي بأهمية هذه الحيوانات في التوازن البيئي. أما عنف الأطفال تجاه الحيوانات، فيرتبط بثقافة الأهل، وغياب التربية، وتأثير المخدرات على بعض الشباب، ما يجعلهم خطرًا على المجتمع.

الحل يكمن في تعاون الدولة مع المجتمع المدني، وتفعيل الإعلام ودور العبادة، ورفع العقوبات القانونية، لأن المجتمع المدني وحده غير قادر على الوصول لكل بيت. لا بد من تحرك جماعي لمواجهة الجهل والعنف ضد الحيوانات الأطفال بالحيوانات في المناطق الشعبية:

الظاهرة ليست مقتصرة على المناطق الشعبية فقط، بل ظهرت أيضًا في المحافظات والمدن المختلفة، خاصة مع انتشار "أطفال الدارك ويب" الذين يستبيحون تعذيب الحيوانات بسبب ضعف القانون وسهولة الإفلات من العقاب.
القس بولس فرج الله أوضح أن مصدر العنف هو فساد القلب والبعد عن الله، وأن الاعتداء على الحيوان امتداد للاعتداء على الإنسان، وكلها نتائج لغياب التربية الدينية والأسرية السليمة.
أكد أن الأسرة هي الأساس في تربية الأبناء على مبدأ الحلال والحرام، وأن انهيار الأسرة يؤدي لانهيار المجتمع وانتشار العنف الجنسي ضد الإنسان والحيوان.
أشار إلى أن الميديا والسوشيال ميديا أصبحت أدوات لنشر الإباحية وتدمير قيم الشباب، ما يستدعي مواجهة مجتمعية ودينية قوية.
دعا القس الكنيسة وكل المؤسسات الدينية في مصر، مساجد وكنائس، لنشر التوعية ورفض شرور العالم، والتركيز على نقاء القلب وحب الله، وتربية الأطفال على الرحمة تجاه كل ما خلق الله من طيور وحيوانات.

واضاف القس بولس فرج الله أن مصدر العنف هو فساد القلب والبعد عن الله، وأن الاعتداء على الحيوان امتداد للاعتداء على الإنسان، وكلها نتائج لغياب التربية الدينية والأسرية السليمة.
أكد أن الأسرة هي الأساس في تربية الأبناء على مبدأ الحلال والحرام، وأن انهيار الأسرة يؤدي لانهيار المجتمع وانتشار العنف الجنسي ضد الإنسان والحيوان.
أشار إلى أن الميديا والسوشيال ميديا أصبحت أدوات لنشر الإباحية وتدمير قيم الشباب، ما يستدعي مواجهة مجتمعية ودينية قوية.
دعا القس الكنيسة وكل المؤسسات الدينية في مصر، مساجد وكنائس، لنشر التوعية ورفض شرور العالم، والتركيز على نقاء القلب وحب الله، وتربية الأطفال على الرحمة تجاه كل ما خلق الله من طيور وحيوانات.

أوضح أ.د عبد الحليم منصور استاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الجامعة القاسمية
الازهر مؤسسة توعوية تقوم على تنوير المساحات المظلمة فى العقول وتوجيهها نحو الأفضل وتوضح للناس أدبيات التعامل مع مفردات الكون ومنهاالحيوانات ومما جاء من أدبيات الاسلام ما أورده الامام البخارى فى صحيحة عن أبى هريرة رضى الله أن النبي قال " بينا رجل بطريق أشتد عليه العطش فوجد بءرأ فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث ياكل الثرى من العطش مثل الذى كان بلغ مني فنزل البءر فملا خفه ماء فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له فقالوا يا رسول الله وإن لنا فى البهائم لأجرا فقال في كل ذات كبد رطبة أجر ".
واستكمل حديثه واضح أن الأسباب التى تؤدى إلى العنف ضد الحيوانات منها الجهل ونقص التوعية فى المنزل أو المدارس أو الجامعة أو دور العبادة وعدم معرفة بعض الناس بحقوق الحيوانات والتعامل الرحيم معهم وايضا غياب الثقافة الدينية أو الأخلاقية التى تحدث على الرفق وايضا غياب التنظيم التشريعي والقوانين الرادعة والتقاليد والمحاكاة مع بعض الأطفال أو الشباب لذويهم عندما يرون كبار السن يفعلون ذلك وكل هذا محرم شرعاً والشريعة الإسلامية تحض على الرفق بالحيوان وعدم ايذاءة أو تحمله فوق طاقته أو حتى فجعته في أولاده وصغاره
انتشار التحرش أو الاغتصاب الكلاب فهو عمل شاذ وغير أخلاقي ويخالف الرحمه والإنسانية العامة وهو فى الشريعة الإسلامية من الفواحش المحرمه قال تعالى : "قل إنما حرم ربى الفواحش مما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق" كما أنه ضد القطرة وهذه الظاهرة يجب مواجهتها عن طريق التوعية المجتمع وتنمية الوازع الدينى والأخلاق وايضا المواجهة القانونية الحاسمة التى تحقق الردع الخاص العام فى المجتمع لقمع هذه الظاهرة والارتقاء بمنظومة القيم فى المجتمعات.
وذكر أن هناك العديد من الآيات التى تتناول بعمومها الرفق بالحيوان وتمنع بمفهومها المخالف العنف ضدهم قول الله تعالى : "وما من دابة فى الارض ولا طاءر يطير بجناحية إلا امم امثالكم " الحيوانات جعلها الله اممم مثل البشر لها حياتها ونظامها ليست ادوات للتعذيب وقوله" إن الله لا يحب المعتدين " وفى السنة يوجد العديد من الأحاديث الاتى تمنع العنف ضد الحيوان قوله عليه الصلاه والسلام : " اتقوا الله فى هذه البهائم المعجمة قادكيوها صالحة وكلها صالحة "
فختاما يجب على الدولة ممن خلال هيءاتها ومؤسساتها الدينية والتعليمية والتربوية والنفسية والقانونية العمل على صباغه العقل الجمعة. للأمه نحو الرفق بالحيوان وعدم الاعتداء عليها أو ايذاءة وأن الرفق مكن من مكونات دينا الحنيف وحضارتها الشامله وان من يعتدى على الحيوان بعد اثما مستوجب للعقاب من ولى الأمر .

الكلاب الضالة كلاب الشوارع العنف في الشارع المصري ضد الحيوانات

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 11:42 مـ
10 صفر 1447 هـ05 أغسطس 2025 م
مصر
الفجر 03:39
الشروق 05:16
الظهر 12:01
العصر 15:38
المغرب 18:46
العشاء 20:12

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,494 شراء 2,505
عيار 22 بيع 2,286 شراء 2,296
عيار 21 بيع 2,182 شراء 2,192
عيار 18 بيع 1,870 شراء 1,879
الاونصة بيع 77,555 شراء 77,910
الجنيه الذهب بيع 17,456 شراء 17,536
الكيلو بيع 2,493,714 شراء 2,505,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى