السبت 20 أبريل 2024 03:38 مـ 11 شوال 1445هـ
الوادي

رئيس مجلس الإدارة طارق نديم

رئيس التحرير محمود نفادي

  • جريدة الوادي
رأي

د.كرم سلام عبدالرؤوف يكتب: نقاشات المشكلات الاقتصادية الحالية وآفاق و مستقبل الدولة المصرية

الوادي

الحوار الوطني
نقاشات المشكلات الاقتصادية الحالية وآفاق و مستقبل الدولة المصرية

انطلقت الجلسة الافتتاحية للحوار الوطنى الأسبوع الماضي بمشاركة واسعة من مختلف القوى السياسية والنقابية والمجتمع المدني والشخصيات العامة والخبراء، ليجتمع ممثلو جميع فئات المجتمع المصري على طاولة واحدة من أجل الوصول لمخرجات جدّية تخدم الوطن والمواطن، وقد اهتمت البرامج الحوارية وجميع وسائل الإعلام المحلية العربية والدولية بالتعرف على شكل الجلسة الافتتاحية وما سيتم بها، وجلسات الحوار الوطني اللاحقة وما يتم بها من مناقشات ، بالإضافة إلى استعراض آراء بعض الخبراء ورؤساء الأحزاب والسياسيين حول ما هو منتظر من الحوار الوطني.
-تعد الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني "خطوة إيجابية نحو بناء الجمهورية الجديدة"، وهو الشعار الذي رفعته إدارة الحوار، كما أن انطلاق الجلسات يعد بمثابة بداية لتنفيذ خارطة طريق للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتدشين مرحلة جديدة في عمر الوطن. كما ان الجلسة الافتتاحية شهدت مشاركة واسعة وفعالة من قبل نخبة كبيرة من قادة الفكر والرأي والسياسة بمختلف التوجهات والآراء الفكرية والسياسية، وقد حان الآن وقت العمل من أجل صياغة هذه التوصيات وكافة الآراء في أجندة عمل من أجل بناء الجمهورية الجديدة".
-هناك حالة من التفاؤل العام أثارته الجلسة الافتتاحية، بتباين التوجهات والأفكار الذي ظهرت خلال كلمات المشاركين ،و لدى الأوساط المصرية والمتابعين بشأن جدية الحالة التي تشهدها البلاد للمرة الأولى خلال العقد الأخير ، و الذي قال بشأنه الرئيس المصري في كلمته المسجلة بالجلسة الافتتاحية، إنه يهدف إلى "صالح وطننا العزيز ولرسم ملامح جمهوريتنا الجديدة، التي نسعى إليها معاً، دولة ديمقراطية حديثة ونضع للأبناء والأحفاد خريطة طريق لمستقبل واعد مشرق يليق بهم".
- إن دعوة الرئيس السيسي للحوار الوطني جاءت في وقتها تماما، وسط تحديات سياسية واقتصادية تتطلب تضافر كل الجهود المخلصة، والتكاتف من أجل إعلاء مصلحة الوطن ،حيث ان الحوار الوطني يمثل انفراجة سياسية، دعت له الدولة بهدف تكاتف الجميع وبناء جسور الثقة لعبور تلك الفترة الصعبة، والتى سيتم من خلاله طرح بعض القضايا كإنهاء الحبس الاحتياطي، فضلاً عن ملف السياسة والإصلاح، و أن أعظم وثيقة خرجت خلال الفترة الماضية هي الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها السيد الرئيس، ويجب البناء عليها من خلال الحوار الوطني.
- ان دعوة الرئيس السيسي للحوار الوطني، التي أطلقها في إفطار الأسرة المصرية في 2022، "تأتي من يقين راسخ لديه بأن أمتنا المصرية تمتلك من القدرات والإمكانات، التي تتيح لها البدائل المتعددة، لإيجاد مسارات للتقدم بجميع المجالات، سياسياً واقتصادياً ومجتمعياً، وأن مصر تمتلك من كفاءات العقول وصدق النوايا وإرادة العمل ما يجعلها في مقدمة الأمم والدول.
-ان دعوة الرئيس للحوار الوطني تنبع من أن "أحلامنا وآمالنا تفرض علينا أن نتوافق ونصطف للعمل، ونجتمع على كلمة سواء"، و أن التحديات التي تواجه الدولة المصرية على جميع الأصعدة تعزز من إرادتنا على ضرورة الحوار الوطنى، الذي يتطلع أن يكون شاملاً وفاعلاً وحيوياً يحتوى جميع الآراء، ويجمع كل وجهات النظر، ويحقق نتائج ملموسة ومدروسة، تجاه جميع القضايا على جميع المستويات.
- أن الرئيس السيسي وجه بإطلاق الحوار الوطني مع كل القوى السياسية دون استثناء أو تمييز، ورفع مخرجات هذا الحوار له شخصي، حيث الحوار الوطني حوار غير مسبوق، فنصف الخبراء المتواجدين فيه ينتمون إلى تيارات معارضة، وقد تم التوافق حول مجموعة من المبادئ الأساسية للحوار منها أنه بدون خطوط حمراء في أي قضية، وأن الهدف الأساسي منه هو المواطن المصري ومستقبل الدولة المصرية وبالتالي أي قضية تخص المواطن سوف تكون مطروحة، و من أهم ضمانات هذا الحوار الوطني هو الدعم الرئاسي بدايًة من دعوة الرئيس للحوار ومتابعته له بشكل مستمر واستجابته لأول مقترحاته بمد الإشراف القضائي الكامل على الانتخابات، ما يؤكد أن الدولة ستتعامل بجدية مع كل مقترحات الحوار الوطنى وتوصياته.
-ان الرئيس السيسي أطلق الحوار الوطني من أجل مصلحة الدولة المصرية والمواطن المصرى ،و فتح الجسور والقنوات بين الآراء والاتجاهات المختلفة واستغرق هذا عامًا بأكمله منذ الدعوة الرئاسية للحوار، فكان هذا العام بمثابة مرحلة بناء للثقة بين الأطراف المختلفة للتوصل لحلول تجاه المشكلات التي قد تحول دون اكتمال الحوار، ولا يوجد اى خطوط حمراء أو محظورات للحوار سوى اتفاق مجلس الأمناء على الالتزام بالدستور ومبادئ الأمن القومي وثوابت السياسة الخارجية، وفيما عدا ذلك متاح الحديث عنه بكل أريحية في الحوار الوطني.
-الحوار الوطني يهدف إلى وضع استراتيجية أو أجندة مستقبلية تُنفذ عبر المحـــــــــــــــاور السياسية والاقتصادية والمجتمعية، وتتمثل قيمته الحقيقية في تنفيذ مخرجاته مستقبلا، بما يدعم قدرة الوطن على مواجهة المشكلات والأزمات والتحديات المختلفة والتغلب على تلك المشكلات .
- الحوار الوطني فرصة ثمينة لحل المشكلات ، ويعد المحور الاقتصادي له الأهمية القصوى فى جلسات الحوار الوطني باعتباره يمس حياة المواطن المصرى ،و ضرورة أن يضع الحوار حلولاً عملية للمشكلات الاقتصادية كتنقيح القوانين خاصًة قوانين الاستثمار حتى تكون جاذبة للمستثمر، وأيضًا تغيير السياسات المصرفية والضريبية والمالية، ووضع استراتيجية للنهوض بالزراعة.
- أن الحوار الوطني مكسب سياسي كبير وخطوة سياسية غير مسبوقة بين مختلف القوى، بفضل توجيهات الرئيس السيسي، الذي وجه بانطلاق الحوار الوطني به ويتابع مخرجاته وتوصياته، و أن الزخم الذي يحيط بالحوار الوطني يؤكد أهميته الشديدة في بحث كل هموم وقضايا الوطن، و أن الحوار الوطني حوار شامل ويهم ملايين المصريين.
- أن الحوار الوطني يفتح مجالا للتواصل بين السلطة الحاكمة في مصر وأحزاب المعارضة لأول مرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي شؤون البلاد عام 2014 ما يعد دليلا على "بداية حراك سياسي ديمقراطي في مصر. والحوار الوطنى احتوى بتنوع الحضور وفتح المجال للرؤى المستقلة والمعارضة للمشاركة الإيجابية الفعالة.
- الحوار الوطني ليس مهمة ثقافية أو أكاديمية بحتة، وإنما الغرض منه تعبير عن هواجس الوطن التي تحيط به اليوم داخليا أو خارجي، وهو الضمانة الوحيدة للالتفاف حول القيادة التي تستشعر مسئوليتها بحكمة الرأي وصواب الرؤية، وعلى الجميع عدم الارتهان على المزيد من الاختلافات أو في ظل ثقافة تفتقر لأبجديات الحوار وطاردة لمفهوم التوافق الوطني على أسس حوار رشيد لا تريد من يضيق من فكرة الحوار أو يعتبرها مدخلاً يساء إستخدامه.
-الحوار الوطنى سيقدم رؤى واضحة لمواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية وغلاء الأسعار، وان لدينا فرصة ثمينة لوضع حلول ومقترحات للمشكلات التي تؤرق الوطن والمواطن المصرى مثل مشكلة التضخم وغلاء الأسعار ، ومشكلة المديونية الخارجية ، و المشكلة السكانية التي تشهدها مصر، ومنع هجرة الكفاءات المصرية، وغيرها.
- الحوار الوطنى يساهم فى وضع حلول منطقية للعديد من القضايا والأزمات الاقتصادية الحالية ،حيث ان "الحوار الوطني" في مصر، الذي تجاوزت مرحلة الإعداد والتمهيد له أكثر من عام، وقسمت قضاياه إلى ثلاثة محاور رئيسة (سياسية واقتصادية ومجتمعية)، هو "حالة جادة" يبحث من خلالها الجميع عن حلول للتحديات والأزمات التي تواجه الدولة،
- جلسات النقاش فى موضوعات الحوار الوطني سوف تبدأ يوم 7 مايو، وما ستسفر عنه اللجان من مناقشات وتوصيات سيتم رفعها لمجلس أمناء الحوار، و أن بعض اللجان قد تصل لتصورات وتوصيات من الجلسة الأولى، في مقابل لجان أخرى تدرس موضوعات معقدة لابد من مناقشتها بشكل موسع وطرح كافة المقترحات والآراء بشأنها، ومن ثم ستستغرق جلساتها وقتًا أطول.

التوصيات:

-ضرورة القبول العام للحوار الوطني من كل أطياف المجتمع ،وان يكون على أرضية مشتركة من الأحزاب فالإرادة السياسية للمشاركين بنية صادقة في إنجاح الحوار والتوصل لحلول إذا كانت هناك رغبة في تقديم مساعي وغايات لخدمة هذا الوطن والمواطنين والارتقاء بحياة المصريين
- لكى يشعر المواطن المصرى بأهمية الحوار الوطني فلابد من الخروج بمقترحات فعلية وتنفيذها على أرض الواقع، حيث أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للحوار الوطنى دلالة على الحاجة لرؤى جديدة في كافة المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وأن تكون هذه الرؤى علمية ممزوجة بالسياسة وتقدم حلولاً قاطعة للمشكلات الاقتصادية المصرية الحالية.
- ضرورة الدعم المستمر من جانب القيادة السياسية لهذا الحوار الوطني ، وبذل كافة الجهود لكل الجهات المشاركة لإنجاح الحوار الوطنى ، واقتحام المشكلات والقضايا وتحليلها، وإيجاد الحلول والبدائل لها ، وتهيئة كل السبل لإنجاحه وتفعيل مخرجاته في إطار من الديمقراطية والممارسة السياسية الفاعلة.
-ضرورة رفع نتائج الحوار الوطنى إلى رئيس الدولة، وابلاغ الشعب بها عن طريق البرلمان ليناقشها، فإذا جاءت من الحكومة مقترحات محددة بناءً على توصيات معينة من هذا الحوار، كان البرلمان على علم واضطلاع على كل ما جرى من خلال الاطلاع على التقارير التي تقدم إليه رسمياً عبر هذا الحوار.
-ضرورة دعوة وتوجه كافة الأصعدة فى جميع المجالات والاتجاهات إلى وضع مصلحة مصر العليا وأمنها القومي في المقدمة قبل أي اعتبار آخر.

وفى النهاية :
-ان أهمية وفوائد الحوار الوطني تتمثل بصفة أساسية في تنفيذ مخرجات هذا الحوار مستقبلا، والقدرة على التصدي للمشكلات والتحديات المختلفة التي تواجه الوطن، خصوصًا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها العالم نتيجة للتداعيات المترتبة على الأزمات العالمية المختلفة، وتطرح آثارها على مختلف دول العالم ومنها مصر، سواء كانت هذه المشكلات صحية مثل الأوبئة ، أو أزمات سياسية حادة تلقي بتداعياتها على الدول المختلفة الأزمة الروسية الأوكرانية؛ حيث تفرض هذه الأزمات العالمية تحديات خطيرة يتطلب الأمر مواجهتها والتصدي لها بنجاح لتجنب آثارها السلبية، أو تقليلها إلى أدنى حد ممكن، ويترتب على ذلك أن قيمة الحوار الوطني وأهميته ونتائجه قد لا تقتصر على الآونة الراهنة فقط، بل إن قيمته الحقيقية تظهر فيما يطرحه من آثار إيجابية مستقبلية تدعم قدرة الدولة المصرية على مواجهة المشكلات والأزمات والتحديات المختلفة والتغلب عليها .
-ان قدرة الشعب المصري وتجاربه وآماله يمكنها أن تحدث النقلة المطلوبة من خلال الحوار الوطني البناء، وأن تقف في وجه التهديد ومعالجة المشكلات الاقتصادية الحالية ، ورسم آفاق و مستقبل الدولة المصرية بأحرف من نور .
د.كرم سلام عبدالرؤوف سلام
الخبير الاقتصادي ومستشار العلاقات الاقتصادية الدولية
ورئيس قسمي الاقتصاد والتجارة الإلكترونية
كلية العلوم الإدارية
جامعة باشن العالمية بأمريكا

مواقيت الصلاة

السبت 03:38 مـ
11 شوال 1445 هـ20 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:51
الشروق 05:23
الظهر 11:54
العصر 15:30
المغرب 18:25
العشاء 19:47

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,494 شراء 2,505
عيار 22 بيع 2,286 شراء 2,296
عيار 21 بيع 2,182 شراء 2,192
عيار 18 بيع 1,870 شراء 1,879
الاونصة بيع 77,555 شراء 77,910
الجنيه الذهب بيع 17,456 شراء 17,536
الكيلو بيع 2,493,714 شراء 2,505,143
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى