صفقة مشبوهة خلف الكواليس.. أسرار العدوان العسكرى الإسرائيلى على الضفة الغربية


أكدت صحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية، أنه في الأسابيع الأخيرة، بدا واضحًا أن اليمين المتطرف الإسرائيلي يفرض نفوذه داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو، فبعد أيام فقط من تمرير اتفاق هدنة غزة في يناير الماضي، أعلن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش عبر منصة X أنه ضغط على نتنياهو لتوسيع العمليات العسكرية في الضفة الغربية لتكون جزءًا من أهداف الحرب.
وأشارت إلى أنه بالفعل، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي في 21 يناير أضخم عملية عسكرية له في الضفة الغربية منذ سنوات، حيث أرسل كتائب مشاة إلى جنين وطولكرم وطوباس، ونفّذ غارات جوية، وجرف منازل وممتلكات، ما أدى إلى تهجير نحو 40 ألف فلسطيني، وفقًا لمنظمات إنسانية.
انقسام في إسرائيل بشأن الضفة الغربية وغزة
وفي ظل هذه التطورات، أبدى بعض المسئولين الأمنيين الإسرائيليين اعتراضهم على أي محاولة لإعادة احتلال غزة، معتبرين أن إسرائيل استنفدت معظم أهدافها العسكرية بعد 15 شهرًا من القصف، ومع ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي أعدّ خططًا لتجديد الحرب بشراسة، مع التركيز على منع وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، كما ازدادت الانقسامات مع توسع العمليات العسكرية العدوانية على الضفة الغربية والخوف من عدم قدرة الاحتلال الإسرائيلي الحرب على الجبهتين.
في الوقت ذاته، يتعرض كل من نتنياهو وحماس لضغوط لإنهاء الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، ومع استمرار إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت مطالبات داخل إسرائيل بالإسراع في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
وتشير استطلاعات رأي أجراها معهد الديمقراطية الإسرائيلي بين 28 يناير و2 فبراير إلى أن 70% من الإسرائيليين يدعمون استكمال الاتفاق للإفراج عن جميع المحتجزين وإنهاء الحرب.
أما في غزة، فقد ازدادت نقمة السكان مع استمرار تردّي الأوضاع الإنسانية، حيث لم يتحسن الوضع المعيشي رغم سريان الهدنة، حيث لا تزال الإمدادات من الوقود والخيام والآليات الثقيلة شحيحة، ما يجعل العائدين إلى الشمال يجدون صعوبة في العثور على أماكن لإقامة ملاجئ مؤقتة بين الأنقاض، بينما لا يزال كثيرون غير قادرين على انتشال جثث ذويهم من تحت الركام.
وأمام هذا الوضع، اتهمت حماس إسرائيل بخرق الاتفاق من خلال تقييد دخول المعدات الثقيلة والمساعدات الإغاثية، وهو ما وصفه المحلل السياسي إبراهيم مدحون، بأنه استغلال إسرائيلي للأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية.