تصرفات ترامب المتهورة تهدد مستقبل قمة أوروبا وأمريكا اللاتينية


بينما تستعد كولومبيا لاستضافة قمة الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، يومي 9 و10 نوفمبر الجاري، يبدو أن القمة ستنعقد في أجواء سياسية باهتة بعد أن قرر عدد كبير من القادة الأوروبيين عدم الحضور، في خطوة قالت مصادر دبلوماسية إنها تهدف إلى تجنب إثارة غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ونقلت وكالة "بلومبرج" الأمريكية عن مصادر مطلعة، أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والمستشار الألماني فريدريش ميرز، الذي أشارت بعض التقارير إلى أنه لن يشارك بسبب ضعف مستوى التمثيل، إضافة إلى عدد من كبار القادة الأوروبيين، لن يسافروا إلى كولومبيا للمشاركة في القمة، إذ لم يؤكد الحضور سوى خمسة قادة أوروبيين وثلاثة من قادة أمريكا اللاتينية والكاريبي.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، إن قرار ميرز بعدم الحضور يعود إلى "ضعف مستوى مشاركة رؤساء الدول والحكومات الآخرين".
أما المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، فأوضحت أن فون دير لاين لن تحضر، نظرًا لجدول الأعمال السياسي الأوروبي المكثف، ومستوى المشاركة المنخفض، مؤكدة أن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس ستُمثل الاتحاد في القمة.
قلق أوروبي
وقالت "بلومبرج"، إن العدد المحدود من القادة المتوقع مشاركتهم يرجع جزئيًا إلى الموقف المتشدد لترامب تجاه أمريكا اللاتينية. فمنذ أغسطس الماضي، نشرت الولايات المتحدة سفنًا حربية في البحر الكاريبي وهددت باتخاذ إجراءات عسكرية ضد فنزويلا، كما أعلنت الشهر الماضي، فرض عقوبات على الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، متهمةً إياه بـ"التهاون مع تجارة المخدرات".
وتضيف المصادر أن العديد من القادة الأوروبيين يخشون أن ينظر إلى حضورهم القمة في بوجوتا كخطوة مناوئة لترامب، في وقت تتزايد فيه حدة لهجة الإدارة الأمريكية تجاه دول المنطقة.
إنقاذ ما يمكن إنقاذه
وأكد مكتب رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، أن الأخير سيتوجه إلى كولومبيا لترؤس القمة إلى جانب الرئيس بيترو، في خطوة اعتبرها بعض الدبلوماسيين محاولة لتغطية ضعف المشاركة الأوروبية.
وتضم مجموعة الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي نحو 60 دولة تمثل 21% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وكان من المقرر أن تركز القمة على تعزيز العلاقات التجارية ومكافحة الجريمة المنظمة، بينما تسعى دول أمريكا اللاتينية إلى مناقشة التحركات العسكرية الأمريكية قرب فنزويلا، والتهديدات المتكررة بالسيطرة على قناة بنما.
ارتباك دبلوماسي
تأتي القمة في ظل تدهور العلاقات بين واشنطن وعدد من دول أمريكا اللاتينية. ووفقا لتقارير شبكة "سي إن إن" نفذت القوات الأمريكية منذ أغسطس الماضي، 15 غارة بحرية في الكاريبي أسفرت عن تدمير 16 سفينة ومقتل 64 شخصًا، بزعم مكافحة تهريب المخدرات دون تقديم أدلة على وجود مواد محظورة على متن تلك السفن.
هذا التصعيد الأمريكي، بحسب مراقبين، وضع الأوروبيين في موقف حرج بين الرغبة في تعزيز التعاون مع دول الجنوب، وبين الحرص على عدم الإضرار بالعلاقات مع إدارة ترامب، التي أبدت في الشهور الأخيرة نزعة أحادية واستعدادًا لفرض العقوبات على حلفائها.
رد كولومبي غاضب
وفي رد لافت، كتب الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو على منصة "إكس": "هناك قوى معادية للسلام في الأمريكيتين تريد إفشال القمة بدافع مصالح جيوسياسية غير ديمقراطية تتمحور حول الوقود الأحفوري، وستسعى بالتأكيد لمنع توحد الدول الساعية إلى الحرية والديمقراطية".
من جهته، قلل نائب وزير الخارجية الكولومبي للشؤون متعددة الأطراف فرانسيسكو جارامييو، من أهمية غياب القادة الأوروبيين، وقال لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية: "القمة لا تعتمد على حضور أفراد بعينهم، فغياب بعض القادة أمر طبيعي ولا يُشكل خطرًا على نجاح الحدث".
















الدكتور محمد الصالحي : المتحف المصري الكبير ابرز الانجازات...
وزيرة التضامن تفتتح المجمع الشامل لخدمات الإعاقة بالجيزة
مايا مرسي تفتتح وحدة العلاج الطبيعي بدارالهنا لرعاية المسنين بمحافظة الجيزة
مايا مرسي تلتقي سفيرالمملكة المتحدة بالقاهرة ..وتستعرض آلية عمل برنامج...